وإذا لم يسمعه يقول: الحمد لله لا يقول له: يرحمك الله، حتى لو عرف من عادته أنه يحمد الله، لكن نحن مأمورون إذا سمعنا ذلك أن نشمته | كأنه لك عنده أمانة سلمك إياها, لا تجب إلا دعوة من يرى لك الفضل عليه في قبول هذه الدعوة، يعني ليس هو قد تفضل عليك, بل يرى أنك تفضلت عليه بقبول هذه الدعوة، يعني سمح لك أن تكسب عند الله أجراً، هذه معان راقية جداً |
---|---|
اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى | تلبية دعوته: قال صلى الله عليه وسلم: «إِذا لقِيتَهُ فسلِّم عليْهِ، وإِذَا دَعاكَ فَأَجبْهُ» وإذا دعاك أي إلى وليمة أو إلى دعوة من عرس أو مناسبة جمع لها الناس أو رغب في حضورك لها فأجبه أي فأته إلى ما دعاك، وذلك إما على وجه الوجوب، أو على وجه الاستحباب، وعامة أهل العلم على أن ذلك على وجه الندب |
روي في المسند عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صبى الله عليه وسلم قال : الدواوين عند الله عز و جل ثلاثة ؛ ديوان لا يعبأ الله به شيئاً ، و ديوانٌ لا يترك الله منه شيئاً ، و ديوانٌٌ لا يغفره الله ؛ فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك بالله ، قال الله عز و جل : و من يُشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة.
7إن السلام من محاسن ؛ فإنّ المسلم عند ملاقاته لأخيه يدعو له بالسلامة من الشرور، ويدعو له بالرحمة والبركة الجالبة له كل خير، وما يصاحب ذلك من البشاشة، وغيرها من ألفاظ التحية المناسبة ما يصنع التآلف والمحبة، ويُبعد الوحشة والتقاطع، وبذلك يعتبر السلام حقّاً للمسلم على أخيه، فيجب على المسلَّم ردّ هذه التحية بمثلها أو أحسن منها، وأفضل الناس وأخيرهم من بدأ بالسلام | وَنُقِلَ عَنِ الْبَيَانِ أَنَّ الأَشْهَرَ أَنَّهُ فَرْضُ عَيْنٍ ، لِحَدِيثِ " كَانَ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ لَهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ " انتهى |
---|---|
فاتقوا الله أيها المؤمنون, واحفظوا هذه الحقوق، وقوموا بها تصلح أحوالكم ويستقيم ما بينكم | وفي روايةٍ: خمسٌ تجبُ للمسلمِ على أخيهِ: ردُّ السلامِ، وتشميتُ العاطسِ، وإجابةُ الدعوةِ، وعيادةُ المريضِ، واتِّباعُ الجنائزِ أضاف مسلم في صحيحه حقاً سادساً، فقال: حقُّ المسلمِ على المسلمِ ستٌّ |
هل هذا الحديث صحيح :عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس.
انظر الى هذا الموقف لسيدنا الحسن بن علي : سيدنا الحسن بن علي -رضي الله عنهما- مر بقومٍ من المساكين الذين يَسألون الناس على قارعة الطريق، وقد نشروا كِسراً -أي خبزاً يابساً فقط- على الأرض في الرمل وهم يأكلون، وهو على بغلته, فسلم عليهم, فقالوا له: هَلُمَّ إلى الغداء يا بن بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: نعم, إن الله لا يحب المستكبرين، فنزل وقعد معهم على الأرض وأكل ثم سلم عليهم وركب، بعد أن ركب, قال: قد أجبت دعوتكم فأجيبوني، قالوا: نعم، فوعدهم وقتاً معلوماً فحضروا, فقدَّم لهم فاخر الطعام، وجلس يأكل معهم | إجابة الدعوة إجابة الدعوة حقٌ من حقوق على أخيه المسلم، وقد سيق تفصيل حكم إجابة الدعوة، ولعلّ إجابة الدعوة تكون أكثر تأكيداً إذا كانت الدعوة إلى وليمة؛ والوليمة هي الطعام الذي يُصنع في العرس؛ وسُميت وليمة؛ اشتقاقاً من الولم، والولم هو الجمع، وذلك لأنّ الزوجين يجتمعان في العرس، فتكون الوليمة خاصة بالطعام الذي يُقدّم في العرس، والوكيرة الطعام الذي يُقدَم عند البناء، والخرس هو الطعام الذي يُقدم عند الولادة، والإعذار هو الطعام الذي يُقدم عند ختان المولود، والنقيعة طعام القادم من السفر |
---|---|
قدس الله روحه، وطيّب الله ثراه للعالم، ونوّر الله ضريحه؟ ج: ما فيه شيء | وقد ذكروا للإجابة شروطًا: أن لا يكون الإنسان ينصرف بذلك عما يهمه، أو أن لا يشغله عما يجب عليه، وما إلى ذلك من شروط أن لا يكون فيها منكر وما أشبه ذلك، المقصود إثبات الحق تفاصيل الإجابة هي مما بينته النصوص الأخرى |
الحق الخامس: تشميت العاطس: ذلك أن العطاس نعمة من الله؛ لخروج هذه الريح المحتقنة في أجزاء بدن الإنسان، يسر الله لها منفذاً تخرج منه فيستريح العاطس، فشرع له أن يحمد الله على هذه النعمة، وشرع لأخيه أن يقول له: "يرحمك الله"، وأمره أن يجيبه بقوله: "يهديكم الله ويصلح بالكم"، فمن لم يحمد الله لم يستحق التشميت، ولا يلومن إلا نفسه.
18