إن دعوة التوحيد والسنة قد بذل فيها أهلها الغالي والنفيس وقامت دولتهم على جماجم الرجال فسالت دماء شبابهم، وزهقت أرواح رجالهم، وأنفقوا أموالهم حتى مكَّن الله تعالى لهم في الأرض، ونشروا دعوتهم إلى مشارق الأرض ومغاربها | فإذا سمعوا بعد ذلك قول الله تعالى في سورة الحجرات: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} أصبح واجبًا عليهم أن يقيموا علاقاتِ المودة والمحبة مع غيرهم من أتباع الإنسانية وهذا هو معنى التعارف الوارد في الآية إلخ كلامك ولقد كدرني كثيرًا ما تضمَّنته هذه الجُمَلُ من المعاني المخالفة للآياتِ القرآنيَّـة والأحاديثِ النبويةِ، ورأيتُ من النُّصح لسماحتِكم التنبيه على ذلك؛ فإنه لا يخفى على سماحتكم أنَّ اللهَ سبحانه قد أوجب على المؤمنين بغضَ الكفار، ومعاداتهم، وعدمَ مودتِهم وموالاتهم، كما في قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} وقال سبحانه في سورة آل عمران: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} وقال سبحانه في سورة الممتحنة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} {إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} {لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} الآية |
---|---|
أيرضيك يا دكتور محمد العيسى أن تهدم مصرًا لتبني قصرًا ؟ يا حضرة الدكتور محمد العيسى أنت أمين عام رابطة العالم الإسلامي ، فأنت لا تمثل نفسك فحسب بل كلامك ينعكس سلبًا أو إيجابًا على دولتك وحكومتك | وبذلك كله يتبيَّنُ لسماحتِكم خطأُ ما ورد في المقال مِنَ: 1 - القول بأنَّ الودَّ والمحبةَ مِن أساسياتِ العلاقة في الإسلامِ بين الأديانِ والشُّعوبِ |
وقد ورد في المقال أيضا ما نصه: فنظرة المسلمين إذن إلى غيرهم من أتباع اليهودية والنصرانية هي نظرة الشريك إلى شركائه في الإيمان بالله والعمل بالرسالة الإلهية التي لا تختلف في أصولها العامة انتهى كلامه وهذا - كما لا يخفى على سماحتكم - حكمٌ مخالف للنصوص الصريحة في دعوة أهل الكتاب وغيرِهم إلى الإيمان بالله ورسوله، وتسمية من لم يستجب منهم لهذه الدعوة كفارًا.
2واقرأ رسالة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله تعالى التي أرسلها للشيخ جاد الحق علي جاد الحق ردَّ فيها على دعوتِه القريبة لدعوتِك اليوم وبيَّن له بالأدلة ما يجب اعتقادُه والعملُ به ووجوبُ العملِ بعقيدة الولاء والبراء | فلا يجوز أن يستنبط من الآيتين ما يخالف الآيات المحكمات المتقدمة وغيرها الدالة على وجوب بغض الكفار في الله ومعاداتهم، وتحريم مودتهم وموالاتهم؛ لما بينهم وبين المسلمين من البون العظيم في الدين |
---|---|
وقد رَوى مسلمٌ في صحيحه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «والذي نفسُ محمدٍ بيده لا يَسمعُ بي أحدٌ مِنْ هذه الأمة يهوديٌّ ولا نصرانـيٌّ ثُمَّ يموتُ ولم يؤمنْ بالذي أُرسلت به إلا كان مِن أهلِ النار ِ»، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لَعَنَ اللهُ اليهودَ والنصارى، اتَخذوا قبورَ أنبيائِهم مساجدَ »، والأحاديثُ الدَّالةُ على كُفْرِ اليهودِ والنَّصارى، وأنَّهم أعداءٌ لنا كثيرة |
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فكم هو مؤلم أن نسمع بعض الإخوان المسلمين يتهجمون على المملكة العربية السعودية فيقولون: بدأت السعودية باتباع منهجنا وبدأت تتخلى عن منهج العلماء كالشيخ محمد بن عبدالوهاب والشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين رحمهم الله تعالى.
25