وأما إذا كان الذنب بين العبد وربه كشرب الخمر أو الرياء والكبر فتجب التوبة بينه وبين الله | لأن ظروف هذه المعصية متيسرة أكثر من غيرها ، بخلاف المعصية التي تحتاج إلى إعداد وتجهيز ، وأسبابها حاضرة متوافرة |
---|---|
وانت ذنب لا غفره الله ولا لي عنه توبه! وهذه المعرفة لأضرار الذنوب تجعلك تبتعد عن الذنوب بالكلية ، فإن بعض الناس قد يعدل عن معصية إلى معصية أخرى لأسباب منها : أن يعتقد أن وزنها أخف | لأن قرناءه وخلطاؤه مقيمون على هذه المعصية ويصعب عليه أن يفارقهم |
وما هي الأفعال التي تبعدني عن الذنوب خاصةً الشهوات، وتقربني إلى الله؟.
13كل الذي أرجوه يا بنيتي الكريمة - بارك الله فيك — أن تتوجهي إلى الله بالدعاء أن يغفر الله لك ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يمنَّ عليك بالزوج الصالح، وأن يوفقك في دراستك، وأن تملئي قلبك أملاً وحسن ظن بالله، واعلمي أن الله قال: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني وفي رواية: فلا يظن عبدي بي إلا خيرًا فأحسني الظن بالله، واعلمي أن الله كريم، وأن الكريم عادة من البشر لا يقف أمام الزلات الصغيرة، فما بالك بأكرم الأكرمين وأرحم الرحمين جل جلاله؟! وعليه أن يقلع من هذه الذنوب وعليه أن يتركها ويحذرها | |
---|---|
وقرناء السوء سيلعن بعضهم بعضاً يوم القيامة ، ولذلك عليك أيها التائب بمفارقتهم ونبذهم ومقاطعتهم والتحذير منهم إن عجزت عن دعوتهم ولا يستجرينك الشيطان فيزين لك العودة إليهم من باب دعوتهم وأنت تعلم أنك ضعيف لا تقاوم | وأخرج أحمد في "الزُّهد" عن الحسن أنَّه قال: "ما أرى هذا إلاَّ من أخلاق المؤمنين"؛ يعني: أنَّ المؤمن كلَّما أذنب تاب |
في آخر مرة عاهدت الله أن لا أعود، وتبت توبة أسأل ربي أن تكون نصوحا، وأسأله أن يثبتني ويقويني على نفسي وشيطاني، والله وحده أعلم كم هاجس الذنب يؤرقني، ويفت في عضدي، ويضنك لي عيشي، لكني أسأل ربي أن يغفر لي ويسامحني.
5