{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا | قال ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية عند كلامه على حديث شعب الإيمان: "وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها إجماعاً كشعبة الشهادتين، ومنها ما لا يزول بزوالها إجماعاً، كترك إماطة الأذى عن الطريق" |
---|---|
وكذلك من كان مسلما لكنه أتى بما يناقض هذه الشهادة اعتقادا أو قولا أو عملا فتحبط منه جميع العبادات كالصلاة والصيام وغيرها، ولا تصح منه وتزول، قال تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ الزمر: 65 | وحذف الخبر؛ خبر لا النافية للجنس شائع كثير في لغة العرب كقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، ولا نوء، ولا غول 1 فالخبر كله محذوف |
وحق: هو الخبر؛ وحق المحذوف هو خبر، والعامل فيه هو الابتداء أو العامل فيه لا النافية للجنس على الاختلاف بين النحويين في العمل.
5وقال تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} الأحزاب:21 ، قال ابن كثير: "هذه الآية الكريمة أصلٌ كبير في التأسِّي برسول الله صلى اللهُ عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله" | فالنزاع لما كان في الثاني دون الأول؛ يعني لما كان في الاستحقاق دون الوجود، جاء هذا النفي بحذف الخبر لأن المراد مع سقوطه ظاهر وهو نفي الأحقية |
---|---|
بوب الإمام مسلم باب: "من لقي الله بالإيمان وهو غير شاك فيه دخل الجنة وحرم على النار" وساق بسنده، عن معاذ بن جبل عن معاذ بن جبل، قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار، يقال له: عفير، قال: فقال: يا معاذ، تدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوا الله، ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله عز وجل أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا | وتقدير الخبر بـ حق كما ذكرنا لك هو المتعين خلافا لما عليه أهل الكلام المذموم، حيث قدروا الخبر بـ موجود أو بشبه الجملة بقولهم في الوجود لا إله في الوجود أو لا إله موجود |
وأما تفسير لا إله إلا الله : لا معبود إلا الله فهذا غير صحيح لأنه يتضمن خطأ عقدياً ونحوياً عقدياً : لأنه يوهم أنكل معبود عبد في الوجود هو الله وهذه عقيدة الحلولية | فكما أن الله تعالى ليس له شريك في ملكه ؛ فكذلك لا شريك له في عبادته سبحانه |
---|---|
ويقول ابن سيده: و الإلاهة و الألوهة والألوهية العبادة و أما الألوهية التي جاءت هذه الكلمة لإثبات استحقاق الله وحده لها فهي من مجموع كلام أهل اللغة أيضاً فزع القلب إلى الله، وسكونه إليه، واتجاهه إليه لشدة محبته له، وافتقاره إليه | وعزاه إلى الحاكم في المستدرك، و البيهقي في الشعب من حديث طاووس عن ابن عباس مرفوعا ولفظه: هل ترى الشمس قال: نعم قال على مثلها فاشهد أو دع |
وعلى هذا لا يكون معنى إله مطابقاً لمعنى الرب كما يظنه من لم يفهم حقيقة الفرق بينهما، مما أدى إلى أخطاء شنيعة في معرفة حقيقة التوحيد والشرك.
22