فقوله: { نقدر عليه} بمعنى: نضيق عليه، يقال: قَدَر الله الرزق يقدره - بكسر الدال وضمها - إذا ضيقه، ومنه قوله تعالى: { الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} الرعد:26 ، أي: ضيقه عليه، والتضييق نوع من العقوبة | وأن القرض يدخل في معنى التداين ؛ لأنه بمعنى السَّلَم في المحصلة، ولذلك أمر الله في آيه التداين بكتابة المتفق عليه بين الطرفين المتعاملين في كلا التعاملين: السَّلَم و القرض |
---|---|
بالفعل تم إتهام هذا الرجل، وكادت الفتنة تدور رحاها بين أهل هذا الرجل الذين يحاولون الدفاع عنه وبين أهل القتيل، ولكن هنا يتدخل العقلاء من القوم ويذهبون إلى موسى عليه السلام | ولم يكد يبعد يونس عليه السلام عن منازل قومه، حتى وافت قومه نُذُر العذاب، واقتربت منهم طلائع الهلاك، فساورهم الخوف، وتيقنوا أن دعوة يونس حق، وإنذاره صدق، وأن العذاب لا بد واقع بهم، كما وقع على من قبلهم من الأمم |
ولا ينبغي التعويل كثيراً على هذه الروايات؛ لأن معرفة المدة لا يقدم ولا يؤخر، ولا يترتب عليه حكم فقهي.
10وقد وقع في نفوسهم أن يلجؤوا إلى الله، فيؤمنوا بما دعاهم إليه يونس عليه السلام، ويتوبوا مما هم فيه من الشرك، ويستغفروا ربهم مما سلف منهم من الذنوب والخطايا، فخرجوا إلى رؤوس الجبال، وتوجهوا إلى الله بالدعاء، وكانت ساعة بسط الله عليهم بعدها جناح رحمته، ورفع عنهم سحائب نقمته، وتقبل منهم التوبة والإنابة؛ إذ كانوا مخلصين في توبتهم، صادقين في إيمانهم، فرد عنهم العقاب، وحبس العذاب، ورجعوا إلى دُورهم آمنين مؤمنين، وودوا لو يعود إليهم يونس؛ ليعيش بينهم رسولاً هادياً، ونبياً مرشداً | وكانت إحدي تلك المسائل الدنيوية التي احتاجت لتنظيم رباني بين الناس مسألة التداين والتي نزلت بها آيه هي الأطول بين آيات القرآن الكريم فقال تعالي: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ قصة آيه الدين وقد نزل بمسألة الدين أطول آيات القرآن الكريم وهي الآية 282 من سورة البقرة وتأتي قصة نزول تلك الآيه بعد هجرة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم من مكة إلي المدينة فقد وجد النبي أهل المدينة يسلفون في التمر بالسنتين والثلاث فقال صلى الله عليه وسلم: من أسلف، فليسلف في كيل معلوم، ووزن معلوم، إلى أجل معلوم ، متفق عليه |
---|---|
إن هذه القصة من القصص المعبّرة حقاً، إنها معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى جعلها لبني إسرائيل أمام أعينهم لكي يصدقوا قدرة الله تعالى على كل شىء، ولينهي الجدل الذي كان يعتبر من الصفات الذميمة فيهم، فهم لا يصدقون إلا المادة، ولعل هذه من العبر التي جاءت في قصة سورة البقرة، وجعلها الله لما عبرة لنتخذ منها الحكمة والعظة إلى يوم القيامة | وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين مرة، فمات في مرضه ذلك، أعطي أجر شهيد، وإن برأ برأ، وقد غُفر له جميع ذنوبه |
مشاهد قصة بني إسرائيل في سورة البقرة إن بني إسرائيل أو قوم موسى عليه السلام لهم العديد من المواقف التي قال عنها الله تعالى في العديد من آيات القرآن الكريم، ومن هذه المواقف قصة ذبح البقرة التي أمرهم الله بالبحث عنها وذبحها لغرض ما، في السطور القادمة نعيش هذه القصة من خلال مشاهد حكى عنها القرآن العظيم، لتبيّن بالتفصيل الغرض من هذه القصة المعبّرة: المشهد الأول: قتل رجل من بني إسرائيل لعمه في يوم من الأيام قتل رجل من بني إسرائيل عنه طمعاً في المال الذي يمتلكه، حيث كان القتيل عقيماً لا ينجب، وليس له ولد يرث هذا المال الطائل، فطمع ابن أخيه في هذا المال فقتله وألقى بجثته أما بيت رجل آخر من القوم ليلاً لكي يتهم هذا الرجل بقتله.
20خامساً: يفيد قوله تعالى في هذه القصة: { فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} الأنبياء:88 ، أن المؤمن إذا وقع في كرب وشدة، ولجأ إلى الله بالدعاء، فإن الله مفرج كربه لا شك؛ وذلك أنه سبحانه وعد عباده المؤمنين، بأن يكشف ما نزل بهم من الكروب، وأنه سبحانه لا يتركهم وحدهم فيما هم فيه من همٍّ وغمٍّ | إن الحديث عن وفضلها وعظمتها يطول بالفعل، مما لا يناسب هذا المقام من الحديث، إلا أننا نحاول أخذ جزء من بركة هذه السورة العظيمة من خلال الحديث عن قصة سورة البقرة التي تحدثت عن بني إسرائيل من خلال المشاهد التي نتحدث عنها بالتفصيل خلال السطور القليلة القادمة |
---|---|
وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى ونسبه إلى أمه ، وفي رواية قيل: إلى أبيه | والمهم هنا الاعتقاد بأن يونس عليه السلام مكث فترة من الزمن الله أعلم بها، وكان في هذه الفترة عابداً لله، منيباً إليه، مسبحاً له، حتى أذن الله له بالخروج من بطن الحوت، وفرج عنه كربته وهمه |
ما هي اطول قصة في القران الكريم؟، يحمل القرآن الكريم العديد من القصص والعبر التي نزلت على الأقوام السابقة على مر العصور و هذه القصص هي عبرة وعظة للناس جميعا حتى يلتزم بأوامر الله سبحانه وتعالى ويتبعوا رضوان الله سبحانه وتعالى ولا يعصوا أوامر لا سبحانه وتعالى ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، الكثير من القصص والروايات موجوده في القران الكريم و هذه القصص هي عبرة للناس جميعا واذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم حتى نبتعد من هذه القصص وتكون عبره للجميع الأقوام القادمة.
22