المحور الثاني — سعة الاطلاع على الكتب المصنفة في هذا الفن فإن الدكتور نور الدين خلال مسيرته العلمية في هذا الكتاب، شدد على شرط الاعتماد على المصنفات الحديثية الخاصة، وذلك في كل نوع من علوم الحديث، وبين الترتيب بين هذه الكتب حسب الأسبقية في تاريخ التدوين، مع ملاحظته القيمة إلى أن كثيرا من هذه المصنفات مخطوط او في حكم المخطوط لندرته | ذهب نور الدين بعد إنهائه الثانوية إلى مصر، فالتحق بجامعة الأزهر ليحصل على الليسانس عام 1958 متفوقًا على زملائه مع فوزه بالمرتبة الأولى، ودرس هناك على يد الشيخ مصطفى مجاهد والشيخ محمد محمد السماحي والشيخ عبد الوهاب البحيري والشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، كما يعتبر الشيخ الكبير عبد الله سراج الدين أبرز من تلقى عنهم الشيخ عتر تعليمه |
---|---|
نور الدين عتر اسم المصنف نور الدين محمد عتر الحلبي ترجمة المصنف الشيخ المحدث الدكتور نور الدين محمد عتر الحلبي، رئيس قسم علوم القرآن والسنة في كلية الشريعة بجامعة دمشق، وأستاذ الحديث وعلومه في عدد من الجامعات والكليات، وصاحب المؤلفات القيمة التي أثرى بها المكتبة الإسلامية، والتي زادت عن الخمسين كتابا، والتي قرر بعضها في عدد من الجامعات والكليات، كما نشر عشرات المقالات في عدد من المجلات المحكمة، وهو محكم لأكثر من 15 مجلة علمية في عدد من الدول العربية والإسلامية، ناقش وأشرف على أكثر من ستين رسالة دكتوراه، وشارك في مؤتمرات كثيرة في عدد من الدول العربية والإسلامية، وهو عالم جليل ومحدث فاضل، وصفه العلامة الفقيه الشيخ ابن باز رحمه الله، بالعلامة ، وذلك في مقدمته لكتاب الدكتور عن الفوائد المصرفية، وهو تلميذ العلامة الشيخ المفسر المحدث عبد الله سراج الدين الحسيني الحلبي 1343 ـ 1422 هـ رحمه الله تعالى، وصهره وابن أخته، وألف كتابا عنه، ذكر فيه أن الشيخ رحمه الله كان يحفظ ما يزيد عن الثمانين ألف حديث | اطلع عليه بتاريخ 25 سبتمبر 2020 |
وهذه إشارة إلى جديته في البحث، والأصالة في التحرير، والاتصاف بالموضوعية، وحاول الابتعاد عن النقول بواسطة حتى مع تعسر الوصول إلى الكتب الأم.
26فقلت: هب أنها ضاعت مني! لم يكن — رحمه الله — متبتلاً في محراب العلم ونصوصه وقضاياه التراثية، بل كان منخرطًا في العصر وإشكالياته، وما حمله من عواصف حركها أعداء السنة وأوقدوا لها | هو لطلابه أب شفوق ومعلم صارم ومربٍ مصلح، أثر في حياتهم العلمية والدعوية، وكانت له الأيادي البيضاء في افتتاح الكثير من المعاهد والمدارس الشرعية، ومساعدة عدد من طلاب العلم مادياً في الخفاء الشيخ العلامة مع كونه من أكبر علماء الحديث الشريف في وقتنا هذا إن لم يكن أكبرهم على الإطلاق، يتميز بالناحية الروحية الواضحة، فتزكية النفس غايته، وإدراك رضا الله ورسوله هدفه، زاهدٌ في المناصب والدنيا، متواضعٌ، سمحٌ، رحيمٌ، نقي الصدر نقاء الثلج، خاشعٌ، رقيق القلب بكاءٌ، وإن من يحضر مجالسه من ذوي الألباب يجزم أن الشيخ يحيا في عالم من أحبهم قلبه وتعلق بهم من السيد الأكرم صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعه، ولذلك فإنه رغم ضخامة إنجازاته يختار الخفاء دائماً، والبعد عن الأضواء المصدر: قناة د |
---|---|
ذهب نور الدين بعد إنهائه الثانوية إلى مصر، فالتحق بجامعة الأزهر ليحصل على الليسانس عام 1958 متفوقًا على زملائه مع فوزه بالمرتبة الأولى، ودرس هناك على يد الشيخ مصطفى مجاهد والشيخ محمد محمد السماحي والشيخ عبد الوهاب البحيري والشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، كما يعتبر الشيخ الكبير عبد الله سراج الدين أبرز من تلقى عنهم الشيخ عتر تعليمه | ويحرر هذا المقال بعض المزايا التي استلهمها الدكتور محمد أبو شهبة من الكتاب في ثلاثة محاور رئيسة، ويمثل قراءة في هذا الكتاب العلمي الفذ، وإشادة بجهود الدكتور نور الدين رحمه الله تعالى |
وبعد تحصيل الدكتوراه عاد لسوريا مباشرة، درّس في المرحلة الثانوية لفترة يسيرة، ثم عُيِّن مدرِّساً لمادة الحديث النَّبويِّ في الجامعة الإسلامية منذ عام 1965م، إلى عام 1967م، في المدينة المنوَّرة، على ساكنها أفضل الصَّلاة وأتمُّ السَّلام.
كما الأمين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الدكتور علي القره داغي، الشيخ عتر قائلًا: "الشيخ الجليل والعالم الفقيه المحدث والمفسر نور الدين عتر وافته المنية اليوم رحمه الله تعالى، كانت تجمعني بالراحل علاقات طيبة وزيارات وإجازات علمية، وقد رأيته رجلًا زاهدًا يقوم منهجه على هضم النفس والتواضع، وقد منحه الله الوقار والهيبة التي يختص بها أهل الصدق والاستقامة" | اللهم اغفر له وارحمه، وأكرم نزله، وتقبله في الصالحين، واخلفه في عقبه بخير" |
---|---|
، يوجد لنور الدين عتر عدّة مؤلفات أشهرها "المعاملات المصرفية والربوية وعلاجها في الإسلام" و"أبغض الحلال"، كما أفرد كتبًا ثلاث عن الحج، وكتابًا عن "هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الصلوات الخاصة" | أبرز الدكتور نور الدين فوائد فريدة في مجال النقد في علوم الحديث، يمكن أن ينهل منها طلاب العلم الشرعي والباحثون، وأثار أسئلة أمام المغرضين المشككين في السنة وعلومها، وفي منهج المحدثين في النقد، ودافع بثبات غير متناه عن حياض السنة، بأسلوب علمي أكاديمي ممنهج، وأجال نظره في كتب التراث يستقي منها مقالات علماء السلف في الحديث، ويصوغ علوم الحديث في شكل نظرية متكاملة بعد أن كان هذا العلم يُدرس على أبواب متفرقة، ثم يعرضها على العقول الصحيحة التي ترغب في الخضوع للحق والحجج |
كنتُ في السنة الثانية في كلية الآداب في جامعة دمشق، وكنتُ مجتهدًا، أحاول ما استطعتُ ألا أرهق والدي بمصروفي، على يسر الحال الذي كنا وما زلنا فيه بفضل الله، لذا فكنت أعمل في المراجعات والتدقيق اللغوي مع كثير من دور النشر بدمشق، وكان لي منها دخل يكفيني إقامة ودراسة وتأسيسًا لمكتبة تخدم أبحاثي.
12