الثانية : أن سبه متضمن للشرك، فإنه إنما سبه لظنه أنه يضر وينفع، وأنه مع ذلك ظالم قد ضر من لا يستحق الضرر، وأعطى من لا يستحق العطاء، ورفع من لا يستحق الرفعة، وحرم من لا يستحق الحرمان، وهو عند شاتميه من أظلم الظلمة، وأشعار هؤلاء الظلمة الخونة في سبه كثيرة جدًّا، وكثير من الجهال يصرح بلعنه وتقبيحه | الثالثة: أن السب منهم إنما يقع على من فعل هذه الأفعال، التي لو اتبع الحق فيها أهواءهم لفسدت السموات والأرض، وإذا وافقت أهواءهم حمِدوا وأثنوا عليه، وفي حقيقة الأمر: فرَبُّ الدهر هو المعطي المانع، الخافض الرافع، المعز المذل |
---|---|
الثَّالِثَةُ: أَنَّ السَّبَّ مِنْهُمْ إِنَّمَا يَقَعُ عَلَى مَنْ فَعَلَ هَذِهِ الْأَفْعَالَ الَّتِي لَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ فِيهَا أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَإِذَا وَقَعَتْ أَهْوَاؤُهُمْ حَمِدُوا الدَّهْرَ وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ | قال العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن وصف الدهر بالخير والشر والتجاوز فذلك من باب التوسيع في الكلام وتأكيد المعلومة وأن ذلك لا يعتبر شرك بالله عز وجل ولكنه وصف للدهر فقط، وقام الدكتور عبد الرحمن المحمود في كتابه فصل العقيدة بتفسير حكم سب الدهر أنه يتضمن شرك بالله عز وجل وأن سب الدهر ليس له علاقة بوصفه وأن هناك فرق كبير بينهم |
س: قول بعض العامة: الله لا يعيدها من سنة؟ ج: ما يقال، الله لا يعيد هذه الشدة أو هذا الكرب، يبين الله يعافينا من هذا الكرب، ومن هذه الشدة، ومن هذا الدهر يعني الجدب والقحط.
1أسأل الله تعالى أن يثبتنا على الدين الصحيح، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يقربنا من مراضيه، ويباعد بيننا وبين مغاضبه ومساخطه إنه سميع مجيب، وأقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم | جاء الحديث السابق عندما كثر سب الدهر في أيام الجاهلية حيث كان العرب في ذلك يكثرون من قول ياخيبة الدهر كلما أصابتهم مصيبةً ما، كان العرب يقومون باستناد ذلك إلى الدهر ويسبونه، فجاء ذلك الحديث يوضح لهم أن الله هو الدهر لأن انقلاب الليل والنهار بيد الله عز وجل وأيضاً كل الأفعال التي تصيب الأشخاص من تدبير الله وحكمته حيث أنه الفاعل الحقيقي لكل ذلك الله عز وجل فهو المتحكم في أمور الكون والبشر يسندون إليه في جميع أمور حياتهم لذلك لا يجب أن يسب الكون والدهر من قبل البشر، وتفسير الأدلة عن سب الدهر جميعها تعود إلى أن الله صاحب الدهر ومدبر وجميع شئون البشر تسير تحت تحكمه لذلك حين يعترض الأشخاص على أحداث الدهر التي لا تناسبهم ويبدأون في سب الدهر فذلك يعني سب الرب فهو المسئول عن جميع أحداث الدهر |
---|---|
اطلع عليه بتاريخ 21 ديسمبر 2012 | القسم الثاني : أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر : فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله القسم الثالث : أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة : فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر ؛ لأنه ما سب الله مباشرة ، ولو سب الله مباشرة لكان كافراً |
القسم الثاني : أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر : فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله | الثالث : أن يسب الدهر لا لاعتقاده أنه هو الفاعل ، بل يعتقد أن الله هو الفاعل ، لكن يسبه لأنه محل لهذا الأمر المكروه عنده ; فهذا محرم ، ولا يصل إلى درجة الشرك ، وهو من السفه في العقل والضلال في الدين ; لأن حقيقة سبه تعود إلى الله - سبحانه - ; لأن الله تعالى هو الذي يصرف الدهر، ويُكَوِّن فيه ما أراد من خير أو شر، فليس الدهر فاعلا ، وليس هذا السب يُكَفِّر ; لأنه لم يسب الله تعالى مباشرة " انتهى |
---|---|
وفي صحيح البخاري 7068 عن الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ : أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنْ الْحَجَّاجِ ، فَقَالَ : اصْبِرُوا فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ ، سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ | وقال وأبو عبيدة وغيرهما في قوله : " لا تسبوا الدهر فإن هو الدهر " كانت في جاهليتها إذا أصابهم شدة أو بلاء أو قالوا : " يا خيبة الدهر " فيسندون تلك الأفعال إلى الدهر ويسبونه وإنما فاعلها هو تعالى فكأنهم إنما سبوا الله عز وجل لأنه فاعل ذلك في الحقيقة فلهذا نهى عن الدهر بهذا الاعتبار لأن الله تعالى هو الدهر الذي يصونه ويسندون إليه تلك الأفعال |
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم:.