وَإِذَا الواو حرف عطف والكلام معطوف على ما قبله وإعرابه واضح | قَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عَلِيّ حَدَّثَنَا قُرَّة بْن سُلَيْمَان حَدَّثَنَا حَرْب بْن شُرَيْح حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن صُهَيْب عَنْ أَنَس بْن مَالِك فِي قَوْله تَعَالَى " بَلْ هُوَ قُرْآن مَجِيد فِي لَوْح مَحْفُوظ " قَالَ إِنَّ اللَّوْح الْمَحْفُوظ الَّذِي ذَكَرَ اللَّه " بَلْ هُوَ قُرْآن مَجِيد فِي لَوْح مَحْفُوظ " فِي جَبْهَة إِسْرَافِيل |
---|---|
وقيل: إن المقسم عليه قوله { قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ } وهذا دعاء عليهم بالهلاك | وَيُعِيدُ: الواو : حرفُ عطفٍ مبني على الفتح، يُعِيدُ : فعلٌ مُضارعٌ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة، و الفاعل : ضميرٌ مُستتر تقديره هو |
وجملة: لهم جنّات في محلّ رفع خبر إنّ | لكن يمكن أن يعرف هذا من خلال تحاليل المختبرات التي يعرفون التواريخ بها، كما ذكرت في بعض المناسبات عن الحَرَّة الشرقية والغربية في المدينة، وحرة النار، فهذا الحِرار أُخذ منها قطع وحللت، والذين ذهبوا بها لا يعرفون ما الغرض، ومن أين أخذت، والذين حللوها لا يعرفون، وظهرت التواريخ، أتوا بالتواريخ: الحرة الغربية لها أكثر من أربعة آلاف عام وكسر، والحرة الشرقية ثلاثة آلاف تقريبًا وخمسمائة وكذا، وحَرَّة النار جاءوا بالقرون، يعني: وضعوها في التاريخ الذي وقعت فيه يعني: سنة ستمائة وأربعة وخمسين هجرية، فكان الذي ذهب بها رجع وهو يقول: هؤلاء لا يفقهون، يقولون: هذه أربعة آلاف وحوالي خمسمائة سنة، وهذه ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة، وهذه مئات السنين، وذكروا له العدد، فقيل له: هذه حرة النار كانت سنة ستمائة وأربعة وخمسين هجرية، وهذه كانت الحَرَّة الغربية، وهذه الحَرَّة الشرقية، والحرة الغربية أقدم؛ ولذلك ترى حجارة الحرة الغربية تميل إلى اللون الأشهب تقريباً، لكن حرة النار فاحمة السواد، فإذا جئت في الطائرة تنزل إلى مطار المدينة انظر إلى الأسفل على يسارك تراها مثل الوادي، تصل إلى جهة المطار، إلى قريب من أُحُد، الآن وصل العمران إلى تلك النواحي، وذهبت بعض المعالم، لكن موجودة، فإذا جئت تطير في الطيارة وهي ترتفع انظر إلى الأسفل ستجد حرة النار فاحمة السواد، مع أن المنطقة كلها حرار، لكن سواد هذه أقوى وأوضح؛ لأنها جديدة، والله أعلم |
---|---|
وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ 14 وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ أَيْ يَغْفِر ذَنْب مَنْ تَابَ إِلَيْهِ وَخَضَعَ لَدَيْهِ وَلَوْ كَانَ الذَّنْب مِنْ أَيّ شَيْء كَانَ وَالْوَدُود قَالَ اِبْن عَبَّاس وَغَيْره هُوَ الْحَبِيب | وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ فِي ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، قَالَ : ثَنَا يَزِيدُ ، قَالَ : ثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَوْلُهُ : يَعْنِي بِذَلِكَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَهَذَا التَّأْوِيلُ الَّذِي تَأَوَّلَهُ قَتَادَةُ عَلَى مَذْهَبِ مَنْ قَالَ : قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ مِنْ أَهْلِ الْإِيْمَانِ |
وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو صَالِح ثَنَا مُعَاوِيَة بْن صَالِح أَنَّ أَبَا الْأَعْبَس هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن سَلْمَان قَالَ : مَا مِنْ شَيْء قَضَى اللَّه : الْقُرْآن فَمَا قَبْله وَمَا بَعْده إِلَّا وَهُوَ فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَاللَّوْح الْمَحْفُوظ بَيْن عَيْنَيْ إِسْرَافِيل لَا يُؤْذَن لَهُ بِالنَّظَرِ فِيهِ وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ إِنَّ هَذَا الْقُرْآن الْمَجِيد عِنْد اللَّه فِي لَوْح مَحْفُوظ يُنْزِل مِنْهُ مَا يَشَاء عَلَى مَنْ يَشَاء مِنْ خَلْقه وَقَدْ رَوَى الْبَغَوِيّ مِنْ طَرِيق إِسْحَاق بْن بِشْر أَخْبَرَنِي مُقَاتِل وَابْن جُرَيْج عَنْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ إِنَّ فِي صَدْر اللَّوْح لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحْده دِينه الْإِسْلَام وَمُحَمَّد عَبْده وَرَسُوله فَمَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ وَصَدَّقَ بِوَعْدِهِ وَاتَّبَعَ رُسُله أَدْخَلَهُ الْجَنَّة قَالَ وَاللَّوْح لَوْح مِنْ دُرَّة بَيْضَاء طُوله مَا بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض وَعَرْضه مَا بَيْن الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب وَحَافَّتَاهُ مِنْ الدُّرّ وَالْيَاقُوت وَدَفَّتَاهُ يَاقُوتَة حَمْرَاء وَقَلَمه نُور وَكَلَامه مَعْقُود بِالْعَرْشِ وَأَصْله فِي حِجْر مَلَك وَقَالَ مُقَاتِل : اللَّوْح الْمَحْفُوظ عَنْ يَمِين الْعَرْش وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا مُنْجَاب بْن الْحَارِث حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن يُوسُف حَدَّثَنَا زِيَاد بْن عَبْد اللَّه عَنْ لَيْث عَنْ عَبْد الْمَلِك بْن سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ أَبِيهِ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ اللَّه تَعَالَى خَلَقَ لَوْحًا مَحْفُوظًا مِنْ دُرَّة بَيْضَاء صَفَحَاتهَا مِنْ يَاقُوتَة حَمْرَاء قَلَمه نُور وَكِتَابه نُور لِلَّهِ فِيهِ فِي كُلّ يَوْم سِتُّونَ وَثَلَاثمِائَةِ لَحْظَة يَخْلُق وَيَرْزُق وَيُمِيت وَيُحْيِي وَيُعِزّ وَيُذِلّ وَيَفْعَل مَا يَشَاء ".
2