كان هذا تعريفاً موجزاً بالكفر الأصغر، قدمناه ليحذر المسلم الوقوع فيه، ويجتنب كل ما يسخط الله ويغضبه مهما بدا له صغيراً، فإن التقي: " لا ينظر إلى صغر المعصية ولكن ينظر إلى عظمة من عصى" | وهذا أعظم الظلم قال تعالى: إِنّ الشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ 2 |
---|---|
مفهوم الشرك يُعتبر الشِّرك من المُصطلحات كثيرة الترداد في الشريعة الإسلامية، بل حتى في الشرائع الأخرى التي جاء بها الكرام؛ وذلك لما لها من علاقةٍ وثيقةٍ بقبول الإيمان وقوَّته أو ردِّه على صاحبه إن أحدث في دينه ما كان فيه من الشركيّات، ولتعلقه بعلاقة الناس جميعاً مع خالقهم من حيث إفراده بالخلق والإيجاد، أو إشراك أحدٍ معه في خلق الكون أو العبادة بلا وجه حق، وقد بيّنت ذلك جميع السماوية التي جاء بها الأنبياء والرسل بالإضافة للقرآن الكريم، وفيما يأتي بيان معنى الشرك في اللغة والاصطلاح: الشرك في اللغة الشِّرك في اللُّغة هو: اتِّخاذ الشَّريك والنِّد، ويكون ذلك بأن يُجعل أحدٌ شريكاً لأحدٍ آخر إمّا من الناس أو غيرهم، ومنه الشركة: حيث إنّ الشركة تقوم على تشارُك مجموعة من الأشخاص بملك عقارٍ واحد، أو مؤسّسةٍ واحدة، ويُقال: أشرك بينهما إذا جعلهما اثنين، أو أشرك في أمره غيره إذا جعل ذلك الأمر لاثنين | ولك أن تراجع في شرح هذا الحديث الفتوى رقم: ، وستجد فيها أنه لا مانع من أن يدخل الجنة من كان من أهل الكبر، هذا ونرجو أن تطلع على الفتوى رقم: ، والفتوى رقم: للمزيد من الفائدة |
تعريف الكفر الأصغر يطلق الكفر الأصغر على الذنوب التي سماها الشرع كفراً، ولكنه لم يحكم على أصحابها بالخروج من الإسلام، كقتال المسلم لأخيه المسلم دون حق، قال- عليه الصلاة والسلام -: سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر متفق عليه، والطعن في أنساب الناس وقبائلهم، والنياحة على الميت بلطم الخدود، وشق الجيوب، قال - عليه الصلاة والسلام - : اثنتان في الناس هما بهم كفر؛ الطعن في النسب، والنياحة على الميت رواه مسلم.
28رواه البخاري 5976 ، ومسلم 87 | قلت: هذا التعريف فيه تصور كامل لحقيقة الشرك، ولكنه غير منضبط |
---|---|
قال النبي صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار وتعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط 16 قال الإمام ابن القيم رحمه الله: وأما الشرك في ا لإرادات والنيات فذلك البحر الذي لاساحل له وقل من ينجو منه فمن أرادبعمله غير وجه الله ونوى شيئاً غيرالتقرب إليه وطلب الجزاء منه فقدأشرك في نيته وإرادته | فمعنى الأنداد على هذا المعنى هي الآلهة، والآلهة عند الكفار بمعنى الشفعاء لهم عند الله، وقد سماهم الله — عز وجل — شركاء، فقال — في الرد على اتخاذهم آلهة -: وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء |
ففي صحيح مسلم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر: بطر الحق وغمط الناس.
الشرك الفعلي هو مساواة الله تعالى بالمخلوقات بما يصدر منه من أفعال، دون اعتقاد القلب بذلك وإلا اعتبر من الشرك الأكبر المخرج لصاحبه من الملة الإسلامية | قال ابن القيم: حقيقة الشرك: هو التشبه بالخالق والتشبيه للمخلوق به، |
---|---|
إميلات مكتب السيد احمد الحسن ع في النجف الاشرف najafoffice24 almahdyoon | فإذا أراد الإنسان الحلف بالكعبة لعظم شأنها يقول ورب الكعبة على سبيل المثال |
وكما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف عندما أتى له اليهودي قائلا ما يلي: إنَّكم تندِّدونَ، وإنَّكم تُشرِكونَ تقولونَ: ما شاءَ اللَّهُ وشئتَ، وتقولونَ: والكعبةِ، فأمرَهُمُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ: إذا أرادوا أن يحلِفوا أن يقولوا: وربِّ الكعبةِ، ويقولونَ: ما شاءَ اللَّهُ، ثمَّ شئتَ.
9