فلو قلنا: «أُنْجِزَ العَمَلُ» أو «أَنْجَزَ العَاْمِلُ العملَ»، فلفظ «العمل» يؤدّي نفس الوظيفة في كلٍ من الجملتين السابقتين باعتباره ما يقع عليه الفعل، حتى وإنْ اختلف الموقع الإعرابي للفظ الأول عن الآخر | فعندما ينوب المفعول به عن الفاعل المحذوف لا يعني هذا أن المفعول به «العمل» قد أصبح يقوم بالفعل بدلاً من الفاعل «العامل» في الجملة السابقة |
---|---|
فمثلاً اجتناباً للبس بين «عُدَّ» الفعل المبني إلى المجهول و«عُدَّ» فعل الأمر، فيؤخذ بقراءة أخرى فيقال مثلاً: «عِدَّ» | ويشترط للمصدر الصريح لكي ينوب عن الفاعل أن يكون متصرفاً مختصّاً يصحُّ إليه، ويُقصد بأن يكون المصدر متصرفاً أي أن يقع مرفوعاً أو منصوباً أو مجروراً حسب ما يقتضيه موقعه الإعرابي في الجملة، فلا يلزم حالة واحدة في الاستعمال اللغوي له ولا يكون على الظرفية ولا يكون ملازماً للنصب على المفعولية المطلقة، فعلى سبيل المثال «معاذ الله» أو «سبحان الله» لا يمكن أن يحُلّا محلَّ الفاعل لأنهما غير متصرفَين لملازمتهما المصدرية والنصب باعتبار كليهما مفعولاً مطلقاً ، فلا يقال مثلاً: «سُبِّحَ سبحانَ الله» ولا «عِيْذَ معاذَ الله» |
فُحذف الفاعل، ويقدر "الله"، وحلّ محله "الإنسان" وهو المفعول به.
غير أنَّ المصدر في الجملة السابقة هو مضاف و«الشعوب» ستكون عندها مجرورة باعتبارها مضاف إليه ولكنها مرفوعة محلّاً باعتبارها نائب فاعل | ويلجأ بعض النحاة إلى اعتبار «عندَ» ظرفاً مبنياً في محلّ رفع نائب فاعل، بينما يرى غيرهم أنَّ «عند» ظرف لذا فلا تصحُّ إنابته |
---|---|
وتنطبق هذه الأحكام أيضاً على المضعّفة من نفس الوزن أي «افْتَعَلَ» أو «انْفَعَلَ» مثل «انْصَبَّ» و«امْتَدَّ» | والرأيان عند البعض مقبولان، فيجيز بعض النحاة أن يكون معمول الاسم منسوب فاعل أو نائب فاعل |
وعموماً، فإنَّ التعبير القرآني مثال جيّد على حذف الفاعل أو الامتناع عن حذفه لتعظيمه، فنجد عند ذكر النعم والخير أنَّ الفاعل - الله - عادة ما يُذكر، وفي المقابل فعند الحديث عن الشرور عادة ما يُبنى الفعل إلى المجهول ويحذف الفاعل، تنزيهاً للإله عنها.
25