قَوْله : مُعَلَّق فِي الْمَسَاجِد : وَظَاهِره أَنَّهُ مِنْ التَّعْلِيق ؛ كَأَنَّهُ شَبَّهَهُ بِالشَّيْءِ الْمُعَلَّق فِي الْمَسْجِد - كَالْقِنْدِيلِ مَثَلا - إِشَارَةً إِلَى طُول الْمُلازَمَة بِقَلْبِهِ وَإِنْ كَانَ جَسَده خَارِجًا عَنْهُ ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُون مِنْ الْعَلَاقَة وَهِيَ شِدَّة الْحُبّ | الحديث الشريف قال وارضاه عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم انه قال، سبعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّه، إمامٌ عادلٌ وشابٌّ نشَأ في عبادةِ اللهِ تعالى ورجلٌ ذكَر اللهَ خاليًا ففاضت عيناه ورجلٌ كان قلبُه معلَّقٌ في المسجدِ ورجُلانِ تحابَّا في اللهِ، اجتمَعا عليه وتفرَّقا ورجلٌ دعتْه امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ إلى نفسِها فقال، إنِّي أخافُ اللهَ ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتَّى لا تعلَمَ شِمالُه ما تُنفِقُ يمينُه ، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ان ذلك الحديث من الأحاديث الصحيحة |
---|---|
فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ بِقُرْبِهمْ ومَقْعَدِهِمْ مِنَ اللَّهِ» فجثى رجل من الأعراب من قاصية الناس وألوى بيده إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا نبي الله، ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياءُ والشهداءُ على مجالسهم وقربهم من الله؟! وكذلك أيضاً هذا الرجل الذي قلبه معلق بالمساجد، وكذلك أيضاً في قوله: ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه | ـ والرجل الذي قلبُه معلَّقٌ بالمساجد إنما حمله على ذلك مخالفة الهوى الداعي له إلى أماكن اللذَّات |
رجل ينفق في سبيل الله الفئة السَّابعة من الفئاتِ المعنيَّة في الحديث هي فئة المنفقينَ في سبيلِ الله -عزَّ وجل-، ولفظ رجل الواردُ في الحديثِ لا يعني خصوصَ الرِّجال بل يُقصَدُ فيه الرِّجال والنِّساء، وذكرُ أهميَّة إخفاء الصَّدقة جاءَ تأكيداً للإخلاصِ فيها وترك وطلب السُمعةِ والظهورِ بمظهرٍ حسنٍ أمام النَّاس، فالرِّياءُ من أخطرِ الأمراض التي قد تصيبُ قلبَ المسلم، إذ يحبُّ الإنسانُ أن يتلقَّى المديحَ على عمله الحَسن، ومجاهدته لنفسه تجعله من أهل هذا الحديثِ، وهي علامةٌ على قوَّةِ الايمان والإخلاصِ لله -عزَّ وجل-.
س: ما الضَّابط في تأخير دفن الميت؟ ج: ليس له ضابط، إلا تحري الشيء الذي ينفع، إمَّا لكي يحضر أناسٌ من أقاربه الجنازةَ، أو لأجل تأخّر الغاسل، أو بسبب الكفن، والسنة الإسراع به؛ فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: أسرعوا بالجنازة، فإن تكن صالحةً فخيرٌ تُقدِّمونها إليه، فالسنة الإسراع بها إلا من علَّةٍ | في ذلك الموقف العظيم يُظِلّ الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله قومًا اتصفوا بفعال عظيمة، فلنتأمل أعمالهم التي هيأتهم لهم هذا الجزاء العظيم |
---|---|
ولما كان الشباب داعيًا قويًّا للشهوات، كان من أعجب الأمور الشاب الذي يلزم نفسه بالطاعة والاجتهاد فيها، فاستحق بذلك أن يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله |
رجلان تحابا في الله ومعناها ان رجلين يحب بعضهم البعض في الله فقط، أي دون أي مصالح بينهم، ويكون ذلك الحب لوجه الله تعالى فقط، أي انهم لا يتأثرون باي وضع مادي او حتى بالمكانة الاجتماعية وغيرها من الاشياء، ويكون اجتماعهم فقط على تبرك وتعالى، فيأمرون بالمعروف وينهون عن ، ولا يفرقهم س سوى الغيرة فيما بينهم عن الدين وارتكاب المعاصي.
وهذا مما يمن الله به على عباده المؤمنين ، ففي ذلك اليوم العظيم يكون الناس في كرب وشدة ، وتدنو الشمس من الخلائق على قدر ميل ، ويعرق الناس كلٌ على حسب عمله ، إلا بعض المؤمنين الذين يختصهم الله فيظلهم تحت ظله ، ويقيهم من الشمس والعرق | قال القاضي عياض: "وخص ذات المنصب والجمال لكثرة الرغبة فيها، وعسر حصولها، وهي جامعة للمنصب والجمال، لا سيما وهي داعيةٌ إلى نفسها طالبة لذلك، قد أغنت عن مشاقّ التوصّل إلى مراودة ونحوها، فالصبر عنها لخوف الله تعالى، وقد دعت إلى نفسها مع جمعها المنصب والجمال من أكمل المراتب، وأعظم الطاعات، فرتب الله تعالى عليه أن يظله في ظله |
---|---|
فهذا ثواب مَن عدل في حكمه وأعطى الحق أهله، فانظر إلى جزاء من جار في حكمه وظلم ولم يعدل | وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا عن الحديث الذي أوضح عدد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة وذلك عبر مجلة |