وفي رواية: من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر سيئات ورفعه بها عشر درجات | وبناءً على هذه المحاولة التفسيريّة ، يصبح معنى الآية على الشكل التالي : إنّ الله وملائكته يبرزون حبّ الخير للنبي ، فتعالوا أيّها الناس لتبرزوا حبّكم الخيرَ للنبيّ وسلامته ، فتمجّدوه وتفضّلوه وترسلوا له الدعاء ، وغير ذلك ، أو إنّ الله وملائكته يعظّمون ويبجّلون هذا النبي فهلمّوا أنتم لتعظيمه وتبجيله ، فيصبح الدعاء مصداقاً من مصاديق إبراز محبّة الخير للنبي ، أو لتعظيمه ، لا أنّه هو معنى الصلاة على النبيّ |
---|---|
منهم من قال: إنها جائزة لقول الله تبارك وتعالى: { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ}، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقة قال: " اللهم صلِّ على آل فلان" | قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : " قوله : " صلِّ على محمد " قيل : إنَّ الصَّلاةَ مِن الله : الرحمة ، ومن الملائكة : الاستغفار ، ومن الآدميين : الدُّعاء |
بل إن من آداب الدعاء عند كل العلماء هو البدء بالثناء على الله تعالى ثم الصلاة على رسول الله ثم القيام بالدعاء كله الذي يحتاجه العبد من رب العالمين، ثم الختام بالثناء والصلاة على رسول الله وبذلك يستجيب الله تعالى لهذا الدعاء لأنه اختلط بالدعاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
25قَالَ: "مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ" | فمعنى " اللَّهمَّ صَلِّ عليه " أي : أثنِ عليه في الملأ الأعلى ، أي : عند الملائكة المقرَّبين |
---|---|
اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد ، وبارك على محمّد وآل محمّد ، وترحّم على محمّد وآل محمّد ، وتحنّن على محمّد وآل محمّد | المحاولة التفسيرية الثانية: وهي ترى أنّ الصلاة في معناها اللغوي تدلّ على ما يخبر عن محبّة الخير للغير، أو عن تعظيم الغير، فكلّ ما يُخبر عن محبّة الخير للغير أو تعظيمه، فهو صلاة عليه، ومن هنا كان الدعاء من أشهر معاني الصلاة؛ لأنّ الدعاء يخبرنا عن محبّتك للشخص الذي تدعو له، فأصل الصلاة من الثناء الجميل وإبراز الخير للغير، ولهذا تشمل في اللغة التحية، فلو حيّيت شخصاً قالت العرب بأنّك صلّيت عليه، ولو مدحت شخصاً قالت العرب بأنّك صلّيت عليه؛ لأنّك أحببت له الخير وأبديت له ذلك، أو لأنّك عظّمته |
ومن هنا قال أنصار هذه المحاولة التفسيريّة بأنّ استخدام الصلاة على النبي مسندةً إلى الله في صدر الآية هو استخدامٌ مجازي؛ ويراد منه رحمة الله وعنايته ومغفرته وتزكيته للنبيّ، وقد ورد هذا التفسير في بعض الروايات أيضاً، فيصبح المعنى هكذا: إنّ الله يرحم النبي فتوجّهوا أنتم بالدعاء لله تعالى أن يرحم النبيّ.
10كذلك بعد الانتهاء من سماع الأذان والترديد بعده ثم نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الخطب يقول الإمام المقدمة ويثني على الله تعالى ثم يقوم بالصلاة على النبي قبل بدء الخطبة | وهذه المحاولة ممتازة ، وترفع الإشكاليّة التي واجهتها المحاولة السابقة ، لكنّها تحتاج لإضافة بسيطة تتعلّق بتفسير الجذر اللغوي لكلمة صلاة ، والتمييز بينها في استخداماتها المتعدّدة ، وسوف أشير لبعض ما يطرح في هذا السياق قريباً بعون الله |
---|---|
قلت: أجعل لك صلاتي كلها | وينبغي على المُسلم أن يُحافظ على الصلاة على النبي في الشدّة والرخاء، وليس عند الحاجة فقط، كمن يُصلي عليه عند الشدة ويترُكها عند الرخاء، وعلى المُسلم أن يعلم أنه يبقى مُقصّراً في حق نبيّه ولو أمضى كُل عُمره في الصلاة عليه، لأن الله جعله سبباً لهداية البشرية للخير والجنة، ونجاتهم من النار |
فكيف تكون استجابتنا للامر الالهي بدعاء الله تعالى ان يصلي هو على النبي بقولنا اللهم صل على محمد واله ما افهمه اننا نرد الأمر على الآمر ؟ الله تعالى يقول صلوا على نبيكم ونحن نقول لله تعالى اللهم انت صل عليه.
12