وقال خالد بن حميد: سمعته يقول: «عليك بمجالسة من يزيد في علمك قولُه، ويدعوك إلى الآخرة فعلُه، وإياك ومجالسة من يعلِّلُك قولُه، ويعيبك دينُه، ويدعوك إلى الدنيا فعلُه» | » وكان يتلهّى بتربية الحمام في مطلع حياته فغضبت، وانقطعت إلى سبع سنين وفي رواية: ثماني سنين لم أخلطه بغيره، وكنت أجعل في كمي تمراً، وأناوله صبياناً وأقول لهم: «إن سألكم أحد عن الشيخ فقولوا مشغول» |
---|---|
وكان الإمام مالك يتحرز أن يخطئ في إفتائه، وكان يبتدئ إجابته بقوله: «ما شاء الله لا قوة إلا بالله»، وكان يكثر من «لا أدري»، وكان يعقب كثيراً فتواه بقوله: «إن نظن إلا ظناً وما نحن بمستيقنين» | وقد دعا له النبي محمد -صلى الله عليه وسلم — قائلاً: «اللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره واغفر ذنبه»،وقد استجاب الله لدعوة نبيه، فكثر نسله حتى جاوز المائة في حياته،وأطال الله في عمره وكثر رزقه |
خدم أنس بن مالك النبي محمد مدة مقامه بالمدينة عشر سنين، عامله فيها النبي محمد معاملة الولد، وكنّاه أبو حمزة، فكان يخصّه ببعض أحاديثه، وأحيانًا ما كان يناديه «يا بني»، وما عاتبه على شئ فعله، وما ضربه قط.
26وقد أثنى كثيرٌ من العلماء على الموطأ، قال : «ما في الأرض كتاب بعد كتاب الله عز وجل أنفع من موطأ مالك، وإذا جاء الأثر من كتاب مالك فهو الثُّريَّا»، وقال أيضاً: «ما بعد كتاب الله تعالى كتابٌ أكثرُ صواباً من موطأ مالك»، وقال ابن مهدي: «لا أعلم من علم الإسلام بعد القرآن أصح من موطأ مالك»، وقال : «من كتب موطأ مالك فلا عليه أن يكتب من الحلال والحرام شيئاً»، وسُئل الإمام عن كتاب مالك بن أنس فقال: «ما أحسنه لمن تَديَّن به» | وكان الغالب على أهل الأندلس مذهب ، وأول من أدخله بها صعصعة بن سلام لما انتقل إليها، وبقي بها إلى زمن الأمير ، ثم انقطع مذهب الأوزاعي منها بعد سنة ، وغلب عليها المذهب المالكي |
---|---|
وكان الإمام مالك يعمل في نفسه ما لا يُلزمه الناس، وكان يقول: «لا يكون العالم عالماً حتى يعمل في نفسه بما لا يفتي به الناس، يحتاط لنفسه ما لو تركه لم يكن عليه فيه إثم» | المؤلف كتاب أنس بن مالك الخادم الأمين والمحب العظيم والمؤلف لـ 8 كتب أخرى |
كما جاء عن الإمام مالك أقوالٌ في أحوال القلوب والسلوك وتربية النفس، منها قوله: «من أحب أن تُفتح له فُرجةٌ في قلبه فليكن عمله في السر أفضل منه في العلانية».
وقد كان جلوس مالك للإفتاء في المسجد النبوي بعد أن اكتمل عقله ونضج فكره، وفي حياة بعض شيوخه الذين عاشوا بعد أن نضج واكتمل، ولم تُبين المصادر السنَّ التي جلس فيها مالك للإفتاء بالتعيين الذي لا شك فيه | وكان لمالك أربعة أولاد هم: يحيى، ومحمد، وحماد، وفاطمة أم أبيها أو أم البنين |
---|---|
انصرف أنس فتابعه بعضهم، فقال: « لولا أني ذكرت ولدي وخشيت عليهم بعدي، لكلمته بكلام لا يستحييني بعده أبدًا»، وكتب إلى الخليفة وقتها كتابًا جاء فيه: « إني خدمت رسول الله تسع سنين، والله لو أن أدركوا رجلاً خدم نبيهم، لأكرموه، وإن الحجاج يعرض بي حوكة البصرة»، فغضب عبد الملك، وأرسل إلى الحجاج يأمره بأن يعتذر لأنس | خدمة أنس بن مالك لرسول الله بعد أن هاجر أنس مع أمه إلى المدينة المنورة، وكان عمره آنذاك عشر سنوات فقط، قدمته أمه لخدمة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقد دعا له رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الذي رواه أنس -رضي الله عنه- قال: "قَالَتْ أُمِّي: يا رَسولَ اللَّهِ، خَادِمُكَ أنَسٌ، ادْعُ اللَّهَ له، قَالَ: اللَّهُمَّ أكْثِرْ مَالَهُ، ووَلَدَهُ، وبَارِكْ له فِيما أعْطَيْتَهُ" ، وقد لازم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عشر سنوات حتَّى توفِّي رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- في السنة 11 للهجرة |