وسمي الشرك هنا بالخفي: لأن صاحبه يُخفي الشرك ويُظهر أن عمله لله وهو قد قصد به غيره | وأما الفاعل فلا بد من النظر إلى حاله، لاحتمال طروء عارض من العوارض المانعة من الحكم بكفره من جهل أو إكراه أو غيره ذلك |
---|---|
، كمن يتسمى بـ عبد الرسول ، أو عبد الحسين ، أو غير ذلك |
إذاً ما هو الشرك وما هو الكفر؟!! السائل: لكن يجب على العامي أن يكفر من قام كفره أو قام فيه الكفر ؟ الشيخ: إذا ثبت عليه ما يوجب الكفر كفره ما المانع ؟! فكل مشرك وله ذنب من أذناب المشركين يسوقونه ؟ ومعنى مشرك ليس كمعنى عالم بالشرك ؟ فمعنى مشرك أي لا ينكر الشرك بالله تبارك وتعالى ؟ لا بقلبه ولا بلسانه ولا يتبرأ ولو ببصمة كما يقال.
3وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ ، كَقَوْلِهِ : فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ؛ فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ ، مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ | والحكم بالكفر من اختصاص القضاء الشرعي؛ لأنه يتطلب التثبت وتوفر الشروط وانتفاء الموانع، فيمكن أن يعمل المسلم عملاً يوصف بالشرك أو الكفر، ولكن لا يحكم على صاحبه بشيء من ذلك إلا إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع، فلا بد من التفريق بين الحكم على الفعل بأنه كفر، وبين الحكم على الفاعل بأنه كافر، للاختلاف في متعلق كل من الأمرين |
---|---|
تسهيل العقيدة الإسلامية لعبد الله بن عبد العزيز الجبرين— ص: 161 النوع الثاني: صرف شيء من العبادات لغير الله تعالى فالعبادات بأنواعها القلبية, والقولية, والعملية, والمالية حق لله تعالى لا يجوز أن تصرف لغيره | هم كل من كانوا قبل نزول رسالة الإسلام |
ثانيا: شيوع مظاهره في واقعنا وبلادنا فقد شاعت مظاهر كثيرة من هذا الشرك في واقعنا المعاصر أكثر من أي وقت مضى، وذلك بعد بروز الطواغيت التي تحكم في أكثر بلدان المسلمين؛ تشرع لهم من دون الله؛ فكانت بمثابة أصنام بشرية حية تكلم الناس وتأمرهم وتنهاهم، وتحل لهم وتحرم عليهم، وتعطيهم وتمنعهم، وتعِدُهم وتُمنِّيهم، وترهبهم وترغبهم، وتكافئهم وتعاقبهم.
7