وعلى كل قارئ أن يصل بنفسه لقناعة تعينه في فهم الرسالة الإلهية وتساعده في حركته في الحياة التي هي معبر لحياة أخرى، والله المستعان في محاولة لفهم الأمر و الآمر و المأمور إن الأمر يكون أمر بفعل أو أمر بنهي عن فعل وقد يوضح الآمر المراد من الأمر أو سببه وقد لا يوضح مراده وفي الحالين يقوم المأمور بتفقد منطقية الأمر وهنا ينشأ إما تأييد للأمر أو مقاومة له بصرف النظر عن وجوب تنفيذه | وجعل بعضهم: الرجس ، و الرجز ، سواء، وهما: العذاب |
---|---|
أقول: والرواية مروية من طرق أهل السنة أيضًا عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولفظها: كل مسكر خمر، وكل خمر حرام رواها البيهقي وغيره، وقد استفاضت الروايات عن أئمة أهل البيت عليهم السلام بأن كل مسكر حرام، وأن كلما يقامر عليه فهو ميسر |
أما بعد: فيا عباد الله: اتقوا الله حق تقاته، واسمعوا وأطيعوا.
إنها المخدرات، أصل كل بلية، وأساس كل رذيلة، أم الخبائث، مفتاح كل شر، رجس من عمل الشيطان، توقع العداوة والبغضاء، وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة | انتهى القصد من ذلك نستخلص ما يلي: 1- أن كل فعل يمكن أن يكون لله أو يكون لغيره فإن كان لغيره فيكون للشيطان ويوصف ويسمى رجسا ويجب اجتنابه ويكون مؤثماً إن تم ووقع وكان له أثر |
---|---|
اللهم اهد ضال المسلمين، وثبت مهتديهم على الحق، يا رب العالمين | السكران، لو رأى نفسه وهو يتبع أمه يريد أن يفعل بها جريمة الزنا ما اقترب الخمر، ولا اقترب المسكرات |
هل راجعتَ مراكز الشرطة؟ هل راجعت محلات الأحداث؟ هل راجعت دار الرعاية؟ حتى تجد أناساً فقدوا العقول، وأصبحوا بصفة المجانين، بسبب استعمال المسكرات والمخدرات، كانوا رجالاً، كانوا من أعقل الرجال، ولكن لما جنوا على هذا العقل على هذه الكرامة صاروا بصفة المجانين، نسأل الله العفو والعافية | ويقاس على الخمر أيضاً المخدرات التي أفتى العلماء بقتل من يروجها للناس؛ لأنها أضاعت بكثير من أموال الناس، وأذهبت عقولهم، وجعلتهم ينتهكون حرمات الله التي حرم عليهم |
---|---|
وأنت لا تخاف رب العالمين؟! فما هي دلالة هذا اللفظ، وهل ثمة من فرق بينه وبين الرجز ؟ جواب هذين السؤالين هو مضمون السطور التالية: ذكر صاحب معجم "مقاييس اللغة" أن الراء، والجيم، والسين أصل يدل على اختلاط، يقال: هم في مرجوسة من أمرهم، أي: اختلاط | وفي رأينا أيضا إن السكر هو حالة من حالات تغييب أو تعطيل الوظيفة لعضو في الإنسان العقل ، تنتج عن مؤثرات شتى وتؤثر فيه، وتكون ذات شواهد تفصح عن تلك الحالة أو تمثلها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ … 43 النساء} {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ 14 لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ 15 الحجر} {قَالَ هَؤُلاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ 71 لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ 72 فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ 73 الحجر} {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ 67 النحل} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ 1 يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ 2 الحج} {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ 19 ق} في الفقه إننا لا نستشهد لاحقا بما قاله الفقهاء لاقتناعنا بما قالوا، بل نستشهد به لنبرز اختلافهم فيه بخلاف ما يشيعه ما يسمون أنفسهم برجال الدين ويدعون إنه نهاية القول وأنه من المعلوم من الدين بالضرورة وهو تحريم عين الخمر وشربها!! فهذه الأربعة نهى الله عنها وزجر، وأخبر عن مفاسدها الداعية إلى تركها واجتنابها |
فإن الإيمان لا يجتمع والخمر معاً في قلب مؤمن، بهذا أخبر الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه.
13