ومن صفات أبي هريرة -رضي الله عنه- الخَلقية؛ فقد وصف بأنه كان أبيض الوجه ذو لحية حمراء، وهو بعيد ما بين المنكبين، وله ضفيرتان، وكان يغير بياض شيبه باللون الأحمر، كما وصف بأنّه رجل آدم أفرق الثنيتين | وقد اختبر حفظ أبي هريرة، ومروان يومئذ واليًا على المدينة، بأن دعا أبا هريرة، وسأله أن يُحدّثه، وأمر مروان كاتبه أن يجلس خلف ستار يكتب ما يسمعه |
---|---|
وهو دوسيٌّ من قبيلةِ دَوس بن عدنان بن عبد الله بن كعب بن الحارث، ومن أجدادِه شَنوءَة بن الأزدِ، والأزدُ من أشرفِ وأعرقِ قبائلَ العربِ، وأُمُّه ميمونة بنت صخر، وقيل اسمها أُميمة، وقد كان وسيطاً في قومه دَوس، وشَهِدَ ، وذهب إلى دمشق في خلافة معاوية -رضي الله عنه-، وهو من أكثر الصَّحابة حفظاً لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان حِفظهُ ثابتاً دقيقاً، وقد ذُكِر أنَّه اختُلِف في اسمه على عشرين وجهٍ | تعددت الروايات في تاريخ وفاة أبي هريرة، فقال أن أبا هريرة توفيا سنة 57 هـ، وأيّد هذا التاريخ ، بينما قال بأنه توفي سنة 58 هـ، فيما قال وأبو عمر الضرير أنه مات سنة 59 هـ، وزاد الواقدي أن عمره يومها كان 78 سنة، وأن أبا هريرة هو من صلى على عائشة في رمضان سنة 58 هـ، وعلى في شوال سنة 59 هـ، ثم توفي بعد ذلك في نفس السنة |
فخرجوا سراعًا إلى المسجد، ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا، فقال لهم: ما لكم؟ قالوا: يا أبا هريرة، فقد أتينا فدخلنا فلم نرَ فيه شيئًا يُقسَّم | كما يعرض معلومات وأخبارًا وصورًا عن دول العالم الإسلامي المعاصرة، وتراجم للشخصيات التاريخية قديمًا وحديثًا |
---|---|
خدمة أبي هريرة للنبي محمد وأهل بيته ومن وقت وصول أبي هريرة إلى المدينة، لزم في الذين لم يكن لهم مأوى ولا أهل، ورد أنه أمضى أربع سنين في معيّة النبي ، وورد أنهم ثلاث، انقطع فيها عن الدنيا ليلازم النبي محمد، عاش فيها حياة المساكين، يدور معه في بيوت ويخدمه ويغزو معه ويحجّ، فشهد معه ، وأصبح أعلم الناس بحديثه، فكان السابقون من الصحابة يسألونه عن الحديث، لمعرفتهم ملازمة أبي هريرة للنبي محمد، فتمكّن أبو هريرة في تلك الفترة من استيعاب قدر كبير من أحاديث النبي محمد وأفعاله، ساعده على ذلك قُدرته الكبيرة على الحفظ | إخلاص أبو هريرة للرسول وبعض مواقفه معه كان أبو هريرة -رضي الله عنه- متفاني في خدمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأهل بيت الرسول، وسنعرض لكم بعض من الأحاديث التي تصف هذا الإخلاص الآن |
وفاته توفى الصحابي الجليل في العام السابع والخمسين من الهجرة عن عمر يناهز ثمانية وسبعين عاماً وتم دفنه في مدينة البقيع وهي المقبرة الرئيسية لأهل المدينة المنورة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وإن إخواني المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وكان إخواني من الأنصار يشغلهم عمل أموالهم؛ وكنت امرأ مسكينًا من مساكين ، ألزم رسول الله على ملء بطني، فأحضر حين يغيبون، وأعي حين ينسون، وقد قال رسول الله في حديث يحدثه يومًا، إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي جميع مقالتي، ثم يجمع إليه ثوبه، إلا وعى ما أقول | عبادته وكرمه اجتهد أبو هريرة في العبادة، فهذا حفيده نعيم بن المحرر بن أبي هريرة يقول بأن جده كان له خيط فيه ألفا عقدة، لا ينام حتى يسبح به، كما ذكر أنه حلّ ضيفًا على أبي هريرة لسبعة أيام، فوجده وامرأته وخادمه يُقسّمون الليل ثلاثًا، يُصلّي أحدهم ثم يوقظ الآخر |
---|---|
ولمعرفة عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة يرجى الاطلاع على هذا المقال: |
في عهد الخلفاء الراشدين وبعد وفاة النبي محمد، شارك أبو هريرة في عهد أبي بكر الصديق في ، كما شارك في في عهد عمر بن الخطاب، ثم استعمله عمر واليًا على ، فقدم من ولايته عليها إلى المدينة بعشرة آلاف، فاتهمه عمر في تلك الأموال، فأنكر أبو هريرة اغتصابه لتلك الأموال، وقال له بأنها نتاج خيله، ومن تجارته في الغلال، وما تجمّع له من أُعطيات.
28