فكما ترامب الإنجيل أمام متظاهري البيت الأبيض، ويدعو لفتح الكنائس لمواجهة أزماته؛ بومبيو هو الآخر، على الخط ذاته، مستدعيًا الله في كُل نقاش سياسي | فخطوة نقل السفارة عززت من صورة ترامب وبومبيو لدى الإنجليين، كما لو كان ملك فارس الذي ساهم — بحسب اعتقادهم — في إنقاذ اليهود من السَبي البابلي في القرن السادس قبل الميلاد |
---|---|
لكن المحطة المهنية الأبرز لبومبيو، عقب مغادرته الأكاديمية العسكرية، كانت انخراطه في الأعمال التجارية عبر تأسيسه لشركة لقطع غيار الطائرات وأخرى للإمدادات النفطية في ويتشيتا في ولاية كنساس | مايك بومبيو هذه الدوافع في مقابلة مع شبكة الإذاعة المسيحية خلال زيارة رفيعة المستوى إلى إسرائيل، قائلًا: إن «الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يكون هدية من الرب لإنقاذ اليهود من إيران »، مضيفًا أن «إيمانه يجعله يصدق ذلك » |
ويدعم هذا الفريق حججه بقضايا أخرى شهدت تطورًا، مثل عقد صفقة سلام مع طالبان انتهت بانسحاب قوات من أفغانستان والعراق، تنفيذًا لأهم وعود ترامب بـ «الخروج من الحروب اللامتناهية في الشرق الأوسط »، إلى جانب استهدافهم لقيادات داعش ، وعلى رأسهم أبو بكر البغدادي، ثم الشخص المتوقع لخلافته، إلى جانب تمريره صفقة القرن.
25ومن هذا المنطلق يستطيع المُتابع فهم أسباب تحول سياسة واشنطن خلال ولاية بومبيو، عبر إيلاء قضيتين هما الصراع العربي — الإسرائيلي والحرب ضد إيران، وغض النظر عن قضايا حقوق الإنسان أو الصراعات القائمة في الشرق الأوسط | وجدير بالذكر أن نتائج هذا المكون من 800 صفحة حول مقتل ثلاثة دبلوماسيين أمريكيين في بنغازي؛ برأ كلينتون ولم يجد «دليلًا جديدًا يستنتج أن هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية في ذلك الوقت، كانت مذنبة في الوفيات » |
---|---|
ترسم السيرة الأكاديمية والسياسية السابقة صورة عامة لسياسي أمريكي، مثل عشرات الآخرين الذين تشابهت خلفياتهم معه؛ لكن لم يتهيأ لأي منهم صعود سريع كهذا، أو حتى فرصة الحفاظ على مناصبهم بعيدًا عن الإقالة والفصل غير المسبب، وهو ما انتهى به حال الكثيرين من أعوان ترامب | مر عامان على تنصيب مايك بومبيو وزيرًا للخارجية الأمريكية بعد ترشيحه من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لشغل المنصب، محل ريكس تيلرسون |
كانت المحطة الأبرز في مسيرة بومبيو داخل دوائر السلطة هي اختياره من جانب ترامب لمنصب مدير جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية، وترقيته من عضو في لجنة الاستخبارات بالكونجرس لمدير أهم جهاز استخباراتي في العالم، آملًا بهذا الاختيار أن ينهي الخلافات داخل الجهاز، ويحد من الاعتراضات على سياسته في الحكم، ويحجم التسريبات حول أداء الرئيس وكواليس البيت الأبيض.