تستقيم حياة الفرد بالصراحة، ومن قيمة الصدق وثمراته أنّ الشخص الصادق ينال الثناء في الآخرة وفي الدنيا أيضًا، إذ تعلو منزلته عند الخالق، ويزيد قدره بين الناس نتيجة صدقه، فالفرد الصادق يُقدره جميع الناس، ويحترمونه، ويطلبون رأيه في أغلب المواضيع التي يواجهونها؛ لأنّهم يعلمون أن هذا الشخص هو محل ثقة، ولن يغشهم، فيطلبون مساعدته في أغلب القرارات التي يتخذونها، فالشخص الصادق يفرض على المجتمع احترامه، وعلى الأفراد تقديره، وهو بذلك يصبح حرًا دائمًا، لا يخشى من شيء، وإنما يمضي بكل ثقة بين الناس؛لأنه يعلم بأنهم يحبونه، فالصادق هو أخير الناس، والأشد قربًا لهم، لما يحمل بدخله من مشاعر خيّرة ومطمئنة | اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أيها المسلمون يقول الله تعالى في محكم آياته : وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ 33 لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ 33 ، 34 الزمر وقال الله تعالى : قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 119 المائدة وروى مسلم في صحيحه : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : « عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا » |
---|---|
وقد وعد الله سبحانه عباده المطيعين الصادقين بمرافقة أقرب عباده إليه وأرفعهم درجات عنده, وهم الأنبياء عليهم السلام الذين اصطفاهم سبحانه من خيرة خلقه, حيث قال عزّ وجلّ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا النساء 69، ويؤكد النبي ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: « التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ » | ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام |
ومن ثمرات الصدق : التوفيق لحسن الخاتمة : لما ثبت في الحديث الذي أخرجه النسائي وغيره عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ : أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَعْرَابِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ ثُمَّ قَالَ أُهَاجِرُ مَعَكَ فَأَوْصَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةٌ غَنِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيًا فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا قِسْمٌ قَسَمَهُ لَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ قَسَمْتُهُ لَكَ قَالَ مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى إِلَى هَاهُنَا وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ بِسَهْمٍ فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَقَالَ إِنْ تَصْدُقْ اللَّهَ يَصْدُقْكَ فَلَبِثُوا قَلِيلًا ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهُوَ هُوَ قَالُوا نَعَمْ قَالَ صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ ثُمَّ كَفَّنَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جُبَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَدَّمَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ فَكَانَ فِيمَا ظَهَرَ مِنْ صَلَاتِهِ اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا أَنَا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم ا لخطبة الثانية من ثمرات الصدق ،ومنازل الصادقين الحمد لله رب العالمين.
28ومن المعروف أن عُرف بأنه "الصادق الامين" | اطلع عليه بتاريخ 27 سبتمبر 2017 |
---|---|
فوائد الصدقة في الآخرة -الصدقة هي أحد أسباب دخول الجنة، والابتعاد عن النار، لأن الله تعالى جعل باب مخصص للمتصدقين والمتصدقات يسمى باب الصدقة | و لكن عليكم أعزائي و أحبتي الطلاب و الطالبات قبل معرفة إجابة هذا السؤال ان تعرفوا ما هو الصدق هو عبارة عن فضيلة من الفضائل ويعد من مكارم الأخلاق؛ وهو عكس الكذب؛ حيث يوصف الشخص الذي يتحدث بالحقيقة أنه صادق و يترافق الصدق مع الخصال الحميدة مثل الأمانة والاستقامة والوفاء والإخلاص |
إنّ الصدق مع الله يعني التزام المرء بالصفاء والخير في النيات، والأحوال، والأقوال، والأفعال، وهنا يجب أن تُعبر ظواهر الفرد عن بواطنه، وهو في هذا المجال يستدعي الفرد بأن يُحسن والخضوع لله، والخوف منه والرجاء له، والرضا والتوكل عليه، إضافة إلى حفط اللسان في كل قول، فلا يتكلم إلا بحق، وبما ينفع سامعه، كما أنه هنا من واجبات نقل الأخبار، وهذا يستوجب الحذر من التحدث بشيء غير مُثبت، أو العمل بأمر غير شرعي، فالصدق بالعمل يتطلب الإخلاص والإتقان بأداء كافة الأعمال على أكمل وجه، دون خداع، أو ، أو بخس، فالعمل الصالح هو وليد ، الذي يكشف عن معدن الإنسان وأصله.
4