سبب نزول سورة الفلق يذكر بعض أهل السيرة والتفسير أنّ نزول سورة الفلق كان بسبب قصة سحر اليهوديّ لرسول الله -عليه الصلاة والسلام-، فمما ورد في قصة سحر- -عليه الصلاة والسلام- أنّ يهوديًّا يُقال له "لبيد بن عاصم" قد سحر النبيّ الكريم فأصبح يخيّل إليه أنّه فعل الأمر وهو لم يفعله، فنزل عليه ملكان ورقياه، فقد جاء في نصّ الحديث الشريف أنّ قد رقى النبيّ الكريم ودعا له فشفاه الله، فقد جاء عن أبي سعيدٍ الخدريّ أنّه قال: "أنَّ جبريلَ أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقال: يا محمدُ اشتكيتَ؟ فقال: نعم، قال: بسمِ اللهِ أرقِيكَ من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ، من شرِّ كلِّ نفسٍ، أو عينِ حاسدٍ، اللهُ يشفيكَ، بسمِ اللهِ أرقيكَ" ، وعندها نزلت المعوذتان سورة الفلق وسورة الناس، والله أعلم | والأصح أنها مكية ; لأن رواية كريب عن nindex |
---|---|
ويأتي المقصد الأخير من مقاصد سورة الفلق هو أنّ الله -سبحانه وتعالى- أمر بالاستعاذة من شر الحاسد وبغضه وذلك بقوله: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} ، وفي هذا إشارة على أنّ الحسد النابع من نفس المرء قد يحوي شرًا كثيرًا وقد تكون من تبعاته تمني زوال الخير عن من تحسده النفس الشريرة الأمارة بالسوء -والعياذ بالله-، لهذا كان أمر الله بالاستعاذة من شر هذه النفوس وما تخفيه من الحسد | وَاخْتُلِفَ فِيهَا أَمَكِّيَّةٌ هِيَ أَمْ مَدَنِيَّةٌ ؟ فَقَالَ nindex |
وعدت العشرين في عداد نزول السور ، نزلت بعد سورة الفيل وقبل سورة الناس.
10وَهَذَا ظَاهِرٌ فِي أَنَّهُ أَرَادَ سُورَةَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ; لِأَنَّهُ كَانَ جَوَابًا عَلَى قَوْلِ عُقْبَةَ : أَقْرِئْنِي سُورَةَ هُودٍ إِلَخْ ، وَلِأَنَّهُ عَطَفَ عَلَى قَوْلِهِ : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ قَوْلَهُ : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَلَمْ يُتِمَّ سُورَةَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ | مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الحادثة وانتثر شعر رأسه، وكان يخيل إليه أنّه يأتي نساءه وفي الحقيقة لا يأتيهن، وفي يوم جاءه ملكان وهو نائم؛ فقعد أحدهما عند رأسه عليه الصلاة والسلام وقعد الآخر عند رجليه، فقال الملك الذي عند رأسه: ما بال الرجل؟ فقال الآخر: طب سحر ، قال: ومن سحره؟ قـال: لبيد بن الأعصم اليهودي، قال: وبم سحره؟ قال: بمشط ومشاطة، قال: وأين هو؟ قال: في قشر الطلع الجف تحت حجر في أسفل البئر، فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم للحديث الذي دار بين الملكين، ثمّ أرسل كلاً من علي بن أبي طالب والزبير وعمار بن ياسر رَضي الله عنهم إلى تلك البئر فأخرجوا ماء ها وإذ به وكأنه نقاعة الحناء، ثمّ رفعوا الصخرة وأخرجوا الجفّ، فإذا فيه مشاطة من رأسه صلى الله عليه وسلم، وأسنان من مشطه، وفيه أيضاً وتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة مغروزة بالإبر، فأنزل الله سُبحانه وتعالى الفلق والناس، فجعل كلما قرأ آية منهما انحلّت عقدة، وكان جبريل عليه السلام يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن حاسد وعين، الله يشفيك ، حتى انحلّت آخر عقدة |
---|---|
وَسُمِّيَتْ فِي أَكْثَرِ الْمَصَاحِفِ وَمُعْظَمِ كُتُبِ التَّفْسِيرِ سُورَةَ الْفَلَقِ | سبب التسمية سمّيت سورة الفلق بهذا الاسم في معظم المصاحف، وكذا أسماها معظم المفسّرون في كتبهم بسورة الفلق أيضاً، وسبب التسمية بهذا الاسم وروده في مطلعها، وقد أخبر بعض أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- سمّاها مع بالمعوذتين، وقيل: تسميان بالمشقشقتين؛ أي اللتين تبرئين من النفاق |
مراحل العمل في الموسوعة: مرحلة حصر الترجمات الموثوقة وذلك بحصر أفضل ترجمات معاني وتفاسير القرآن الكريم الموثوقة المتوفرة في الساحة، والحصول على حقوق نشرها لإتاحتها مجاناً بكافة الصيغ.
وفي رواية بالمعوذتين في دبر كل صلاة | وَجَاءَ فِي بَعْضِ كَلَامِ الصَّحَابَةِ تَسْمِيَتُهَا مَعَ سُورَةِ النَّاسِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ |
---|---|
وَفِي تَفْسِيرِ الْقُرْطُبِيِّ وَالْكَشَّافِ أَنَّهَا وَسُورَةَ النَّاسِ تُسَمِّيَانِ الْمُقَشْقِشَتَيْنِ بِتَقْدِيمِ الْقَافِ عَلَى الشِّينَيْنِ زَادَ الْقُرْطُبِيُّ : أَيْ : تُبَرِّئَانِ مِنَ النِّفَاقِ | وقال قتادة : هي مدنية ، ورواه أبو صالح عن nindex |
في الآية الرابعة من السورة قال الله تعالى: وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ، يكون النفث أكثر من النفخ، وأقل من التّفل، فالتفلُ يكون مع شيءٍ من الريق، أما النفث فلا يكون بريق، وقد يكون أحيانًا بشيء قليل من الريق فيكون بذلك مختلفًا عن النفخ، ويكون النفث من الأنفس الخيرة، وكذلك من الأنفس الشريرة، ومثال الأنفس الخيرة ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها: أن رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان إذا اشتكى نَفَثَ على نَفْسِهِ بالمُعَوِّذاتِ، ومسحَ عنهُ بيَدِهِ ، ومثال النفث من الأنفس الخبيثة أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يتعوذ من شر الشيطان، من همزه، ونفخه ونفثه، والخلاصة في الآية الكريمة أن النفاثات الواردة فيها يُراد بها نفث الأرواح الخبيثة من الجن والإنس وليس فقط نفث الساحرات.