المؤلف كتاب الايام المبرورة في البقاع المقدسة "رحلة الحج والزيارة إلى الأراضي الحجازية في عهد الملك عبد العزيز آل سعود" والمؤلف لـ 72 كتب أخرى | ويقول علماء الاجتماع وعلم النفس، إن على كل شخص النظر دائما إلى من هم أقل منه وضعاً في مجتمعه القريب أو البعيد من كافة النواحي المادية أو الاجتماعية أو الأسرية، وتعويد النفس على التواضع والبذل كي يحس بقيمته وأهميته لنفسه وحب الناس له |
---|---|
الحديث عن الزمن والزمان يطول، والفكرة ليست تحسرا على ماض قريب أو بعيد، فنحن كنا شخوصه الرئيسية أو على الأقل ضمن هؤلاء الذين غابوا عنا بحبهم وحنينهم وطيبتهم وحكاويهم، ولكننا ورثنا كل هذا لتعلمنا الأيام كيف نكون جسرا لهذه المشاعر الفياضة لما بعدنا، لأولادنا وأحفادنا، لتسير رحلة الحياة بلا زيادة أو نقصان، فكما غير أسلافنا التاريخ ومعالم وملامح المكان، سرنا نحن أيضا في طريق الحداثة، رغم أننا نتحسر أحيانا على زمان وأيام زمان وحب زمان وإخلاص زمان وناس زمان و«مكان» زمان | ويحرم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم سواء داخل مكة أو خارجها، حيث يبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة الوقفة الكبرى ، ثم يعودون إليها بعد «النفرة» من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام 10 - 11 - 12 - 13 ، ورمي الجمرات الثلاث، جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى، إلا من تعجل، وذلك لقوله تعالى واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى |
---|---|
ولعل الكثير منا يعرف كم من إنسان دمر الخوف حياته وشل تفكيره وهز أركانه، ورغم كل ذلك يظل الكثيرون عاجزين عن تجاوز حاجز الخوف، فالمحاولة لديهم تعني مزيدا من الألم ومزيدا من الخوف معاً للأسف |
ويعرض مختلف نظريات الكتاب العالميين في الدين والموسيقى والتاريخ والاجتماع والنفس والفن، كما أنه لا يتوقف عند كتابة المقال الطويل، بل يكتب أيضاً المقال اليومي القصير، وهو من أوائل من كتبوا عن عصر النهضة النسائية في مصر.
7كان عضواً بالمجمع العلمي العربي بدمشق وكان يجيد الفرنسية والإنجليزية كما كان له المام بلغات أخرى كالإيطالية واللاتينية والهيروغليفية | فما قول الشاعر العربي الكبير «أبي تمام» في كلماته الخالدة سوى نبذة عن شعر زمان حتى وإن كان هذا الماضي بعيدا أو قريبا أي بالأمس القريب، وتظل معه أبياته محفوظة في وجداننا: نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلاّ للحبيب الأول كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبداً لأول منزل وحتى هذا البيت الخالد «ما الحب إلا للحبيب الأول» لم يعد مرتبطا بزمن، لأن حدود الحب نفسها تشعبت، وأصبح القلب يعشق كل جميل، يعشق الليل والقمر والفجر والصباح والمساء |
---|---|
وقد وصف المؤلف في رحلته تلك مناسبة الحج وشعائره منذ الوصول إلى مكة المكرمة ثم زيارة المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى السلام، وسجل انطباعاته وخواطره وانفعالاته النفسية والعقلية والروحية عند كل بقعة من تلك البقاع ولدى القيام بكل شعيرة من شعائر الحج وبيان حكمتها والمقصود منها | انها حقا مدينتنا التي يتسع صدرها للجميع ولا تصادر حق أحد في العيش فيها، هي المدينة التي يتوحد فيها الزمن والزمان وتظل نفس المكان تهبنا الحياة والروح، لتنفض من على جسدها ما علق به من هموم |
إتصل لطفي جمعة بالمستشرق الفرنسي لوي ماسينيون في عام 1937م على أثر مقالات نشرها لطفي جمعة في مجلة ة العربية لصاحبها أمين سعيد في القاهرة عن الحلاج، فزار ماسينيون لطفي جمعة في بيته سنة 1940 وزاره لطفي جمعة في المعهد الفرنسي بالقاهرة قبيل سفره إلى الشام وقدم إليه بعض مؤلفاته كهدية، وفى عوده ماسينيون من الشام زاره مرة أخرى وتوالت الزيارات والمراسلات بينهما وكانت أغلب الحوارات تدور حول التصوف الإسلامي والحلاج على وجه الخصوص وهي موضوعات إهتم بها كلاهما طيلة حياتهما ولعلها كانت سبباً لكتابة لطفي جمعة مؤلف مخطوط لم يمهله القدر لإتمامه فتركه ناقصاً عن الحلاج.
10