أمّا إن نَسيَ المصلّي وسلّم ثمّ تذكّر، فإنّه يَسْجُد سجود السّهو بعد السّلام، ويُسلّم بعد سجود السهو، وتلزمه نيّةٌ من جديد، لأنّه يكون حينها خارجٌ عن الصّلاة، وفي حال أنقص المصلّي ركعة ثمّ تذكّر بعد السّلام، فيُكمل ما نقصه من ركعاتٍ ويسجد في نهاية الصّلاة للسّهو ثم يسلّم، أمّا إن زاد في عدد الرّكعات ثمّ تذكّر فإنّه يجلس ويسجد للسّهو ثمّ يُسلّم، ومن شكّ في عدد ركعات الصّلاة ولم يتيقّن كم صلّى؛ فإنه يبني على ما غلب عليه ظَنّه، ويأتي بالرّكعة النّاقصة، ويسجد للسّهو كما أسلفنا | ذهب الحنابلة إلى أن: أسباب السهو ثلاثة: زيادة، ونقص، وشك في بعض صوره |
---|---|
وكله للسهو، دون أن يفصل فيه ويحدد، هذه لتلك، أو هذه لتلك، | وإن تذكر بعد الرفع من الركوع، أضاف إليها ركعة وسلم من أربع، وسجد بعد السلام لزيادة الركعتين |
وإن أخر السجود القبلي عمداً كره ولا تبطل الصلاة، وإن قدم السجود البعدي على السلام أجزأه، وأثم أي يحرم تقديمه عمداً، وتصح الصلاة، فإن لم يتعمد التأخير أو التقديم لم يكره ولم يحرم | هذا كل ما في الأمر، |
---|---|
سجد بعد السلام رغم أنه نقَّص من الصلاة ، | إن ذكر بعد الفراغ من الزيادة فليس عليه إلا السجود للسهو وإن ذكر في أثناء الزيادة وجب عليه الرجوع عن الزيادة |
ومثال الثاني: زيادة ركن فعلي من أركان الصلاة كالركوع والسجود، أو زيادة بعض من الصلاة كركعة أو ركعتين، أو أن يسلم من اثنتين.
الثالث: الشك في الصلاة الذي يقتضي سجود السهو في بعض صوره: فهو مثل أن يشك في ترك ركن من الأركان، أو في عدد الركعات، فيبني على المتيقن، ويأتي بما شك في فعله، ويتم صلاته، ويسجد للسهو وجوباً | وإن زاد ركعة كثالثة في صبح أو رابعة في مغرب أو خامسة في ظهر أو عصر أو عشاء، قطع تلك الركعة، بأن يجلس في الحال متى ذكر بغير تكبير، وبنى على فعله قبل تلك الزيادة، ولا يتشهد، إن كان تشهد، ثم سجد للسهو، وسلم، ولا تحتسب الركعة الزائدة من صلاة مسبوق |
---|---|
ولو بنى على الأقل ما أداه كاملاً | الحكمة من سجود السهو يُعد سجود السهو بمثابة اعتراف من المصلي بما وقع فيه من خطأ في صلاته، وفي سجوده هذا إقرار بأن ما حدث هو سهو منه وليس تقصيرًا، ويدل أيضًا على حرصه على صلاته فهو حتى آخر لحظة في الصلاة ما زال مستذكرًا لما أدى من أركان، ففي حال أدرك أنه نسي شيئًا منها فهذا السجود يكون بمثابة أو طلب للمغفرة من الله عز وجل على هذا الذنب الذي وقع فيه المصلي، والله غفور رحيم |