واستكمل حديثه مع «المصري اليوم»: «وصية والدي لي كانت رعاية الغلابة والمحتاجين وفي إحدى المرات قالها لي «وانت طالع من بيتك لعيادتك لا تكذب ولا تسرق حد عشان أنت دكتور، المريض بيعطيك نفسه وماله فلابد أن تكون على قدر المسؤولية»، لافتًا إلى أن «أمنيتي وأملي في الله أن استكمل مشروع المستشفى الخاص بي، وذرع أمل في الناس اللي معندهاش أمل» | مشالي كما هي ولم تتغير، واستمرت حتى وفاته بقيمة 10 جنيهات 0 |
---|---|
إلا أن لحياة الدكتور محمد مشالى وجه أخر، لم يلتفت إليها الكثير، وإنما كان التركيز على الرمزية فى العطاء، والتواضع فى ملبس والمأكل والمسكن، وكأنه درويش من دراويش الزمن، لكن يا سادة، نحن أمام طبيب وشخصية ناجحة بكل المقاييس، فهذا الرجل بدأ طبيبا مقيما فى وحدة صحية ريفية، وتدرج فى المناصب والعمل الإدارى، حتى وصل إلى قمته، بتوليه إدارة مستشفيات كبرى قبل خروجه على المعاش عام 2004، فوفقا لما قاله فى أحد اللقاءات التلفزيونية، كان مديرا لمستشفى الحميات ومديرا أيضا لمستشفى الأمراض المتوطنة، فأنت هنا أمام قائد ومسئول، وليس درويشا، لأنه ببساطة لو لم يكن مؤهلا للعمل الإدارى لما كان أتى على رأس مجلس الإد |
فكيف لو ظفروا بطبيبٍ رحيم، ومعالجٍ رفيق، لا يبتز مالهم، أو يستغل حاجتهم.
فهذا الطبيب الطيب، الذي توفي عن عمر يناهز 76 عامًا، أفنى عمره في خدمة الفقراء، ورفض مغادرة عيادته المتواضعة في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، والتوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة بحثًا عن الشهرة وجمع المال من مهنته كطبيب | بريُ السهامِ فلا ضعفٌ ولا عَطبُ |
---|---|
وأشار الحاج بهجت مشالي ابن عمه إلى أن الدكتور مشالي كان يرفض الحصول على أجر نظير الكشف على أبناء دائرته بل كان يمنح غير القادرين الدواء أيضاً | فلله دره، موفورُ القبول، ومحمود الخصال، وميمون الفعال، ومحبوب الفقراء والمساكين |
حرص الدكتور مجاهد على توفير الملابس الجديدة والمواد الغذائية والإعانات المادية للأيتام خاصة في المواسم والأعياد وبداية الدراسة، بالإضافة إلى تكريمهم ومنحهم الهدايا العينية والمادية في الأول من إبريل اليوم الذي تخصصه الدولة للاحتفال بالطفل اليتيم، علاوة على كفالات الأيتام الشهرية والتبرع للمقبلات على الزواج بأجهزة منزلية ومستلزمات المطبخ، لذلك فالدكتور مجاهد يعتبر مثالا للإنسان المسلم المتدين الوسطي الذي وجه جهوده لخدمة مجتمعه ومساعدة الفقراء، وأفتخر به كصديق عمري، وأحد أبناء قريتي، وعندما شاهدته على شاشة التلفاز أثناء تكريمه في الإمارات سالت دموعي فرحًا.