طبيب الغلابة. طبيب الغلابة ومحفل الضمير

واستكمل حديثه مع «المصري اليوم»: «وصية والدي لي كانت رعاية الغلابة والمحتاجين وفي إحدى المرات قالها لي «وانت طالع من بيتك لعيادتك لا تكذب ولا تسرق حد عشان أنت دكتور، المريض بيعطيك نفسه وماله فلابد أن تكون على قدر المسؤولية»، لافتًا إلى أن «أمنيتي وأملي في الله أن استكمل مشروع المستشفى الخاص بي، وذرع أمل في الناس اللي معندهاش أمل» مشالي كما هي ولم تتغير، واستمرت حتى وفاته بقيمة 10 جنيهات 0
إلا أن لحياة الدكتور محمد مشالى وجه أخر، لم يلتفت إليها الكثير، وإنما كان التركيز على الرمزية فى العطاء، والتواضع فى ملبس والمأكل والمسكن، وكأنه درويش من دراويش الزمن، لكن يا سادة، نحن أمام طبيب وشخصية ناجحة بكل المقاييس، فهذا الرجل بدأ طبيبا مقيما فى وحدة صحية ريفية، وتدرج فى المناصب والعمل الإدارى، حتى وصل إلى قمته، بتوليه إدارة مستشفيات كبرى قبل خروجه على المعاش عام 2004، فوفقا لما قاله فى أحد اللقاءات التلفزيونية، كان مديرا لمستشفى الحميات ومديرا أيضا لمستشفى الأمراض المتوطنة، فأنت هنا أمام قائد ومسئول، وليس درويشا، لأنه ببساطة لو لم يكن مؤهلا للعمل الإدارى لما كان أتى على رأس مجلس الإد

طبيب الغلابة المصري .. وفاة الدكتور محمد مشالي

فكيف لو ظفروا بطبيبٍ رحيم، ومعالجٍ رفيق، لا يبتز مالهم، أو يستغل حاجتهم.

طبيب الغلابة ومحفل الضمير
قيمة كشف دكتور الغلابة كان دكتور محمد مشالي دكتور الغلابة يتقاضى عن الكشف الواحد خمسة قروش فقط ، وبمرور السنين وصل الكشف إلى عشرة جنيهات كحد أقصى ، كما أن دكتور مشالي غالباً ما يجرى بعض الأحيان تحاليل بالمجان يعجز المرضى عن سداد قيمتها
محمد مشالي
فى حين ظل باقي الأطباء داخل مصر يعانون من الإهمال في الرعاية الصحية والتنمر الحكومي في المعاملة الإدارية والتعسف الوظيفي، وظهر هذا واضحا مع بدء انتشار وباء كورونا في مصر، حيث تعالت صيحات الاستغاثة من الأطباء وجميع أعضاء الأطقم الطبية، تشكو نقص الواقيات والمستلزمات الضرورية لمنع العدوى، وتكررت مخاطبات نقابة الأطباء للحكومة لتلبية احتياجات الأطباء دون جدوى، ليتساقط الأطباء ضحايا الوباء وبنسبة تعتبر الأعلى عالميا لتصبح وفيات الأطباء اليومية ظاهرة صحية مؤسفة تحدث في مصر
مصر.. عيادة تفتح أبوابها من جديد (صور)
! ولم تكن حياة الطبيب الراحل محمد مشالي المعروف في مصر بـ"طبيب الغلابة" معروفة بالنسبة لكثيرين، كان طبيبا يمارس عمله في ريف مصر، ويعالج الفقراء، من خلال عيادة صغيرة في طنطا وبأجر رمزي 10 جنيهات، حتى سلطت وسائل الإعلام الضوء على قصته قبل سنوات قليلة، وكأن القدر أراد أن يكافئه ويخلد سيرته قبل نهاية حياته وبعدها
فهذا الطبيب الطيب، الذي توفي عن عمر يناهز 76 عامًا، أفنى عمره في خدمة الفقراء، ورفض مغادرة عيادته المتواضعة في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، والتوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة بحثًا عن الشهرة وجمع المال من مهنته كطبيب بريُ السهامِ فلا ضعفٌ ولا عَطبُ
وأشار الحاج بهجت مشالي ابن عمه إلى أن الدكتور مشالي كان يرفض الحصول على أجر نظير الكشف على أبناء دائرته بل كان يمنح غير القادرين الدواء أيضاً فلله دره، موفورُ القبول، ومحمود الخصال، وميمون الفعال، ومحبوب الفقراء والمساكين

طبيب الغلابة ومحفل الضمير

حرص الدكتور مجاهد على توفير الملابس الجديدة والمواد الغذائية والإعانات المادية للأيتام خاصة في المواسم والأعياد وبداية الدراسة، بالإضافة إلى تكريمهم ومنحهم الهدايا العينية والمادية في الأول من إبريل اليوم الذي تخصصه الدولة للاحتفال بالطفل اليتيم، علاوة على كفالات الأيتام الشهرية والتبرع للمقبلات على الزواج بأجهزة منزلية ومستلزمات المطبخ، لذلك فالدكتور مجاهد يعتبر مثالا للإنسان المسلم المتدين الوسطي الذي وجه جهوده لخدمة مجتمعه ومساعدة الفقراء، وأفتخر به كصديق عمري، وأحد أبناء قريتي، وعندما شاهدته على شاشة التلفاز أثناء تكريمه في الإمارات سالت دموعي فرحًا.

طبيب الغلابة ومحفل الضمير
حقنة إنسولين في إحدى مقابلاته مع وسائل إعلام مصرية، روى الطبيب الراحل الواقعة، وقال باكيا حين تذكرها إنه تم تعيينه في إحدى الوحدات الصحية بمنطقة فقيرة، وذهب لعلاج طفل صغير مريض بالسكري يبكي من الألم ويقول لوالدته أعطني حقنة الإنسولين، فردت أم الطفل قائلة إنها لو اشترت حقنة الإنسولين فلن تستطيع شراء الطعام لباقي إخوته، ليسارع بعدها الطفل ويصعد إلى سطح المنزل ويشعل النار في نفسه، وحاول الطبيب الراحل إنقاذه فلم يتمكن وقال الطفل آخر كلماته موجها حديثه لأمه: فعلت ذلك من أجل توفير ثمن الإنسولين لإخوتي
طبيب الغلابة والمنسي أبرزهم.. مقتنيات تعرض لأول مرة بجناح الأزهر في معرض الكتاب
! ونعتقد أيضًا أن رسالة العطاء بلغت وأرهقت ، والله المستعان
طبيب الغلابة والمنسي أبرزهم.. مقتنيات تعرض لأول مرة بجناح الأزهر في معرض الكتاب
وكان الشعب المصري قد انتفض عن بكرة أبيه يوم الثلاثاء 28 تموز يوليو 2020، باكيا وفاة الطبيب محمد مشالي رحمه الله، والمعروف باسم "طبيب الغلابة"، والذي كان رمزا للعطاء الطبي لخدمة المرضى على مدى عدة عقود بأجر رمزي أو بالمجان