وسنتحدث خلال السطور التالية عن إحدى الكلمات الموجودة في هذه اللغة، وهي الرياء ومعناها فعل الأشياء لكي يراها الآخرين، وهو مصطلح إسلامي الأصل، ويطلق على الشخص الذي يفعل الأشياء بقصد أن يراها الأفراد الآخرين من حوله؛ حتى يقول الناس عنه أنه شخص صالح، وأيضاً يقوم بذلك لكي ينال رضا الناس، ولكنه في الحقيقة لا يهتم بنيل رضا الله عنه، والمضاد لهذه الكلمة هو الإخلاص في العمل | ومن أعظم أسباب الرياء ودوافعه: حبُّ لذة الحمد والثناء والمدح، أو الفرار من الذم، أو الطمع في ما في أيدي الناس ويشهد له: حديث أبي موسى الأشعريِّ -رضي الله عنه- قال: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، أَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: " مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا؛ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" رواه مسلم ، فهو "يُقَاتِلُ شَجَاعَةً"؛ لِيُذكر، ويُشكر ويُمدح، ويُثنى عليه، "وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً"؛ أنفةً من أنْ يُغلَب ويُقهَر فيُذم "وَيُقَاتِلُ رِيَاءً"؛ لِتُرَى مكانتُه ومنزلتُه في القلوب |
---|---|
الرياء هو مصطلحٌ يخص الإسلام ويعني انتظار الشخص مدح الناس وثنائهم وإعجابهم تجاه أفعالٍ يقوم بها أو صفاتٍ يتصف بها ليقال بأنه مميّزٌ ويتصف بالصلاح، أي أنّه الاهتمام برضا الناس لا برضا الله، وهو سببٌ لإحباط العمل أي عدم قبوله، وقد وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بالشرك الخفي، حيث إنّ الشرك يعني أن تتجه بالعبادة والالتزام لآخرين مع الله دون تمييزه وإفراده وحده كما يجب بالعبودية | قال السندي: "قوله:"موقف رياء وسمعة"، أي: موقفا يجزيه فيه جزاء الرياء والسمعة، أو يظهر فيه رياءه وسمعته، أو موقفا يظهر له فيه أنه كرامة ويكون فيه فضيحة يسمع بها الخلق، والله تعالى أعلم" |
يعتبر الرياء من حذر الإسلام العظيم من الأعمال التي يُمكن أنّ تقود المُسلم نحو الهلاك في حياته ولابد من تجنب هذه الأعمال والعودة من أجل طاعة الله عز وجل في الحياة واستشعار مُراقبته له خصوصًا في الاعمال الصالحة التي يقوم بها بعيدًا عن الرياء والاستعانة بالله تعالى والبعد عن الآثار السلبيّة التي يُمكن أنّ تقوود الإنسان إلى مثل هذه الأعمال، وحكم الرياء هو مُحرّم والعمل المُصاحب للرياء مردود وغير مقبول، وأما بالنسبة للإجابة عن السؤال الذي يُبين لنا بأن الرياء يُعتبر من أنواع الشرك.
الرياء هو مشتق من الرؤية، والمراد به إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدوا صاحبها، فالرِّياء هو العمل لرؤية الناس كالصلاة والصدقة، وأما السُّمعة: فهي من السماع، والمراد العمل لأجل سماعهم كالقراءة والوعظ والذكر، فالرياء يتعلق بحاسة البصر، والسُّمعة بحاسة السَّمع | |
---|---|
الرياء بالبدن والزي: الرياء بالبدن والزي ويكون بإظهار النحول والضعف ليرى الناس عظيم الإجتهاد، ولبس الثياب المرقعة لأجل إظهار الزهد في الدنيا |