وعلم الرسول × الحسن بن عليَّ — رضي الله عنهما — أن يقول: اللَّهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت 4 | هداية الله تعالى لأهل الجنّة أو الهداية الأخروية: عندما يضلّ الناس يوم الحشر وتُحشر الخلائق وتدنو الشمس من الرؤوس وتتساقط لحوم الوجوه من الوجل إذا بنور يسطع للمؤمنين فقط يدلهم على طريق الجنة وسط الظلمات نورهم يسعى بين أيديهم يهديهم ويصلح بالهم ويُدخلهم الجنة عرّفها لهم وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ………… قال القرطبيّ: والهدى هديان: 1- هدى دلالة: وهو الّذي تقدر عليه الرّسل وأتباعهم، قال تعالى: وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ………… |
---|---|
وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام: اللَّهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت، وإليك أنبت وبك خاصمت، أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون 5 | على أن للمفسرين توجيهات أُخرى لآية البقرة { هدى للمتقين} وما شابهها من آيات، لا ينبغي أن يُغفل عنها في مقام كهذا؛ فقد قالوا: - خصَّ سبحانه المتقين بالهداية، وإنْ كان القرآن هدى للخلق أجمعين؛ تشريفًا لهم، وإجلالاً لهم، وكرامة لهم، وبيانًا لفضلهم؛ لأنهم آمنوا به، وصدقوا بما فيه |
قال الإمام الخميني «قدّس سرّه»: «إنّ من المحتمل أن يفضي هتك حرمات المؤمنين وكشف عوراتهم بالإنسان إلى سوء العاقبة».
4لست أدفع أنه من كلام فصحاء العرب، إلا أن الصاد أفصح وأوسع، ويذكر ويؤنث، وتذكيره أكثر | |
---|---|
وهذه الهداية لا تستلزم الهدي التام فإنها سبب وشرط لا موجب ولهذا ينتفي الهدى معها كقوله تعالى { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى 3 } أي بينا لهم وأرشدناهم ودللناهم فلم يهتدوا ومنها قوله تعالى { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ 4 } وهذه تنكرها المعتزلة, فعندهم يلزم من الهداية الهدى فلا هداية عندهم إن لم تكن موصلة | هناك رواية تنقل حادثة احتضار أحد المسلمين، يستفاد منها أنّ عقوق الوالدين يعدُّ أحد الذنوب التي تفضي إلى سوء العاقبة حيث يؤثر هذا الذنب العظيم على إيمان العاق ويضعفه إلى درجة كبيرة جدًّا فيصل إلى مرحلة لا يتمكن -وهو في تلك الحالة- من الشهادة لله عزّ وجل بالوحدانية، فعن الإمام الصادق «عليه السلام» قال: «إنّ رسول الله «صلى الله عليه وآله» حضر شابًا عند وفاته، فقال له: قل: لا إله إلاّ الله، قال: فاعتقل لسانه مرارًا، فقال لامرأة عند رأسه: هل لهذا أم؟ قالت: نعم، أنا أمه، قال: أفساخطة أنت عليه؟ قالت: نعم، ما كلمته منذ ست حجج |
إنّ نموّ الجنين في رحم أُمّه ورشده، ونموَّ البذرة في باطن الأرض ورشدها، وحركة السيارات والمنظومات الشمسية في مداراتها، وأمثال ذلك نماذج مختلفة من الهداية التكوينية.
24