مؤرشف من في 20 يناير 2019 | غير أنها تجد مكافأتها الكبرى في نجاحها بإنقاذ هذا الفن من الاندثار |
---|---|
مما يضفي على الداخل مستوى عالياً من الغنائية والأناقة | فأبدعت تزيين الكثير من المزارات السياحية، مثل حصن رازح وبيت آل الزهر في الخليس، وحصن آل علوان مسمار الذي يضم متحف ألمع الدائم للتراث، وجدارية كبيرة تتعدى عشرات الأمتار، في مدخل فندق قصر أبها الفاخر |
كلها مزدانة بالقط المؤلف من خطوط وتشكيلات هندسية ملونَّة، تخطها وتلونها نساء ماهرات ذوات خبرة في هذا المجال.
20ولماذا هذا الجمع؟ لأن الألمعي ليست حريصة فقط على تدريب الراغبات على العمل، بل أيضاً على الترويج لهذا الفن الذي كاد أن يندثر، من خلال إظهار جمالياته وخصائصه للزائرين | إذ تمكنَّت الفنانة، بمساعدة زوجها، من إنتاج عرض مرئي يمكن للزائرين من خلاله الاطلاع على تاريخ القط في عسير وملابس المرأة التقليدية في المنطقة وتاريخها، وشراكة المرأة للرجل فيها |
---|---|
كما أشار المؤسسان إلى أن اختيارهما لهذا الفن كعنوان ومصدر إلهام لأحد مجموعاتهم جاء لتجسيد تفاصيل حياة الناس البسيطة والبيئة التي عاشوا فيها بالإضافة لإبراز القيمة الجمالية لهذا الفنّ، لذلك أطلقت "تماشي" جولةً بعنوان "تجربة تماشي" في أغسطس 2018، دعت خلالها 20 شخصاً للمشاركة في رحلة إلى مقاطعة عسير للتعرف على هذا الفن القديم عن كثب، وستنظم علامة "تماشي" التجارية رحلة أخرى إلى مقاطعة عسير ابتداءً من 28 إلى 31 أغسطس 2019 | ولكن قوتها البصرية مستمدة بالدرجة الأولى من خلفياتها، وهي الجدران الكلسية البيضاء، إضافة إلى ما يتخلَّل هذه الرسوم من مساحات بيضاء صغيرة |
يعتبر فن "القط العسيري" الذي يبلغ عمره مئات السنين، الفن العسيري الخالص والذي برعت فيه نساء عسير، حيث يحاكي الفن التجريدي بمختلف مكوناته وعناصره الإبداعية، خصوصاً وأن المرأة الألمعية قد أبدعت في وضع النقوش والألوان بفطرتها وسليقتها ونظرتها الجمالية نحو الأشياء فعبرت من خلال بساطتها عن فن فريد لفت انتباه الكثير من الدارسين والمختصين حول العالم والذين عملوا على التعمق في هذا الفن ومعرفة جذوره التاريخية.
5محاولة قراءة مما لا شك فيه أن القط فنٌ عسيري المنشأ والهوية، ليس له ما يشبهه في فنون العالم المعروفة | فاطمة علي أبو قحاص تعد الراحلة فاطمة علي أبو قحاص من رائدات فن القط العسيري، حيث اشتهرت بريادتها وتميزها في هذا الفن الذي مارسته باحترافية لنحو 70 عاما، ونجحت في نقش اسمها على جدران رواد هذا الفن بالمملكة، وحجزت لنفسها مكانا كبيرا بين عظماءه بأعمالها وتصميماتها الرائعة، وأصبحت من مشاهير الفن والشخصيات التراثية بالمملكة، وتركت إرثا كبيرا يزين القصور والمتاحف والمزارات السياحية بعسير، مثل حصن رازح وبيت آل الزهر في الخليس، وحصن آل علوان مسمار الذي يضم متحف ألمع الدائم للتراث، ولها جدارية كبيرة تتعدى عشرات الأمتار، في مدخل فندق قصر أبها الفاخر |
---|---|
بحيث يبقى الرسم في صيغته النهائية ذا بُعدين: طول وعرض، ولا عمق ولا بُعد ثالث | يُذكر بأن فنانات ومحترفات في فن "القط العسيري" قد قدمن مؤخراً جدارية لمبنى الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية سادسة المدن الكبرى في العالم، تحت عنوان "بيوت أمهاتنا" بطول 18 مترًا، من إبداع فنانات ومحترفات منطقة عسير، بتنظيم ودعم من مؤسسات مختصة، والتي حازت على إعجاب مُقَيْمين بقسم الفنون باليونيسكو |
وكل البيوت كانت تتزيَّن بالقط العسيري الذي يعبِّر عن ذائقة المرأة وعملها.