كَمَا نِيطَ خَلْف الرَّاكِب الْقَدَح الْفَرْد وَقَالَ آخَر : زَنِيم لَيْسَ يَعْرِف مَنْ أَبُوهُ | فأقبل بعضهم على بعض, يلوم كل منهم الآخر على تركهم الاستثناء وعلى قصدهم السيِّئ, قالوا: يا ويلنا إنَّا كنا متجاوزين الحد في منعنا الفقراء ومخالفة أمر الله، عسى ربنا أن يعطينا أفضل من حديقتنا; بسبب توبتنا واعترافنا بخطيئتنا |
---|---|
وَمَعْنَاهُ: أَنَّ تِلْكَ الصِّفَةَ الْمَحْمُودَةَ إِنَّمَا حَصَلَتْ، وَالصِّفَةَ الْمَذْمُومَةَ إِنَّمَا زَالَتْ بِوَاسِطَةِ إِنْعَامِ اللَّهِ وَلُطْفِهِ وَإِكْرَامِهِ; فَالْبَاءُ فِي " بِنِعْمَةِ " مُتَعَلِّقَةٌ بِمَعْنَى النَّفْيِ الْمَدْلُولِ عَلَيْهِ بِ: " مَا " وَالْبَاءُ فِي " بِمَجْنُونٍ " زَائِدَةٌ | والعتل بضمتين هو الفظ الغليظ الطبع، وفسر بالفاحش السيئ الخلق، وبالجافي الشديد الخصومة بالباطل، وبالأكول المنوع للغير، وبالذي يعتل الناس ويجرهم إلى حبس أو عذاب |
وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ من عذاب الدنيا لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ فإن من علم ذلك، أوجب له الانزجار عن كل سبب يوجب العذاب ويحل العقاب.
7أَوْرَدَ ذَلِكَ كُلّه أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير | ومن الطبيعي فإن هذه الحقائق ستتوضح أمامهم يوم القيامة بصورة دامغة ، ويخسر هنالك المبطلون ، حيث تتبين الأمور وتظهر الحقيقة |
---|---|
وقوله: {ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون} لأنه ناش عن قهر إلهي لا يقوم له شيء لا رجاء للتخلص منه ولو بالموت والفناء كما في شدائد الدنيا، محيط بالإنسان من جميع أقطار وجوده لا كعذاب الدنيا دائم لا انتهاء لأمده كما في الابتلاءات الدنيوية | إبقاء معلومات نسخة الترجمة الموجودة داخل المستند |
تفسير سورة ن والقلم مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر.