ومن هذه الأعمال إسباغ الوضوء على المكاره | هَذَا الثَّوَابُ الْكَبِيرُ جَاءَ فِي الْوُضُوءِ الَّذِي حَصَلَ فِيهِ الْإِسْبَاغُ وَالْإِحْسَانُ، فَكَيْفَ إِذَا اقْتَرَنَ بِذَلِكَ كَوْنُ الْوُضُوءِ فِي شِدَّةِ الْبَرْدِ، وَكَثْرَةِ الْمَلَابِسِ، مِمَّا يَزِيدُ الْمَشَقَّةَ عَلَى الْمُتَوَضِّئِ فِي نَزْعِ الثَّقِيلِ مِنْ مَلَابِسِهِ لِأَجْلِ الْوُضُوءِ، وَحَسْرِ أَكْمَامِهِ لِغَسْلِ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ؛ وَذَلِكَ مِنْ إِحْسَانِ الْوُضُوءِ وَإِسْبَاغِهِ؛ لِاسْتِيعَابِ كُلِّ عُضْوٍ بِغَسْلِهِ كُلِّهِ، وَكَوْنِ الْوُضُوءِ بِمَاءٍ بَارِدٍ؛ لِأَنَّهُ فِي مَكَانٍ لَا يَجِدُ فِيهِ مَاءً سَاخِنًا، وَكَوْنِهِ فِي الْعَرَاءِ يَتَعَرَّضُ لِلْهَوَاءِ، وَكَوْنِ وُضُوئِهِ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ، وَالنَّاسُ فِي فُرُشِهِمْ وَتَحْتَ أَغْطِيَتِهِمْ يَنْعَمُونَ بِالدِّفْءِ، وَهُوَ قَائِمٌ لِلَّهِ -تَعَالَى-، وَتَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ وَأَسْبَغَهُ لَهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ لَا يَرْجُو بِذَلِكَ إِلَّا ثَوَابَ اللَّهِ -تَعَالَى-، فَمَا ظَنُّكُمْ بِهِ؟! ثانيا : سبق في الموقع أنه لا يشرع قصد المشقة في العبادة طلباً للثواب ، وذلك كما في جواب السؤال رقم : 113385 |
وقال «» خلال فيديو بث مباشر لدار على صفحتها الرسمية بموقع « فيسبوك» أن يعني إتمامه على أكمل وجه ممكن، وفق المحدد في غسل الأعضاء | وأَسْبَغَ الله عليه النعمة، أي أتمَّها |
---|---|
وأما عن معنى الحديث فقد قال النووي في شرح مسلم: وإسباغ الوضوء إتمامه، والمكاره تكون بشدة البرد وألم الجسم ونحو ذلك انتهى | شرح حديث إسباغ الوضوء على المكاره، يوجد عدد كبير من الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة والتي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم، من خلال هذه الأحاديث نجد أن هناك الكثير من الأفراد لديهم البحث والاهتمام العلمي في الحصول على شرح تلك الأحاديث بمعنى الحصول على التفسير وبيان المعنى الخاص بتلك الأحاديث، ومن ضمن الأحاديث التي يبحث الكثير عن الرح الخاص بها هو حديث إسباغ الوضوء على المكاره لبيان معناه |
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " قول بعض الناس : " الثواب على قدر المشقة " ليس بمستقيم على الإطلاق ، كما قد يستدل به طوائف على أنواع من الرهبانيات ، والعبادات المبتدعة التي لم يشرعها اللّه ورسوله من جنس تحريمات المشركين وغيرهم ما أحل اللّه من الطيبات ، ومثل التعمق والتنطع الذي ذمه النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث قال : هلك المتنطعون ، وقال : لو مد لي الشهر لواصلت وصالًا يدع المتعمقون تعمقهم ، مثل الجوع أو العطش المفرط ، الذي يضر العقل والجسم ، ويمنع أداء واجبات أو مستحبات أنفع منه ، وكذلك الاحتفاء والتعري والمشي الذي يضر الإنسان بلا فائدة ، مثل حديث أبي إسرائيل الذي نذر أن يصوم ، وأن يقوم قائما ولا يجلس ولا يستظل ولا يتكلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مروه فليجلس ، وليستظل ، وليتكلم ، وليتم صومه رواهالبخاري ، وهذا باب واسع.
8قال : وما هي ؟ قال : " الصوم في شدة الحر أيام الصيف ، وقتل الأعداء بالسيف ، والصبر على المصيبة ، وإسباغ الوضوء في اليوم الشاتي ، وتعجيل الصلاة في يوم الغيم ، وترك ردغة الخبال " ، قال : وما ردغة الخبال ؟ قال : " شرب الخمر " | أما القدمان فيغسلهما ثلاثاً، ثلاثاً ثلاثاً هذا هو الأفضل، كل قدم ثلاثاً يعم الماء، يعم الماء القدم كله، من الكعبين إلى أطراف الأصابع، فإن عمه بالماء فهذا إصباغ، وإن كرر مرتين فهو أفضل، وإن كرر ثلاث، فهو أكمل وأفضل، ولا يزيد على ثلاث، وإن دلك، فهو أفضل، وأكمل، وليس بواجب |
---|---|
قوله : وفي حديث مالك ثنتين : فذلكم الرباط فذلكم الرباط هكذا هو في الأصول ثنتين وهو صحيح ونصبه بتقدير فعل أي ذكر ثنتين أو كرر ثنتين ، ثم إنه كذا وقع في رواية مسلم تكراره مرتين ، وفي الموطأ ثلاث مرات فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط | الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد روى مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات: قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط " ففي هذا الحديث حث على بعض الأعمال الصالحة التي تكون سبباً في غفران الذنوب وإعلاء المنازل في الجنة |
فَهَذَا الْحَدِيثُ فِيهِ مَحْوُ الْخَطَايَا وَرَفْعُ الدَّرَجَاتِ، وَأَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ فِي الْوُضُوءِ بِأَمْرَيْنِ: إِسْبَاغُهُ وَهُوَ إِكْمَالُهُ وَإِتْمَامُهُ، وَكَوْنُهُ يَتَوَضَّأُ عَلَى كَرَاهِيَةٍ؛ كَالْوُضُوءِ فِي الْبَرْدِ الشَّدِيدِ، فَيَفْعَلُهُ طَاعَةً لِلَّهِ -تَعَالَى-، وَلَوْ كَانَتْ نَفْسُهُ تَكْرَهُهُ.
9