ويشهد لهذا التقييد ـ من حيث الرواية ـ حديث أبي بكرة رضي الله عنه : من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله | يعني: لماذا كانت أثقل على المنافقين؟ لما فيها من مشقات عظيمة، ثم أيضاً المقابل من المراءة التي يقصدونها غير متحققة في العشاء والفجر؛ لأنه لا يراهم أحد |
---|---|
فضل المحافظة على سنّة صلاة الفجر جاء الترغيب في صلاة في أكثر من حديثٍ نبويّ، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا ، وقد كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- شديد الحرص والمُواظبةً على ركعَتَيّ الفَجرِ، فلم يتركهما لا في سفرٍ ولا في حضرٍ، وهما ركعتان خفيفتان قصيرتان، يسنّ القراءة في الرَّكعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون، وفي الرَّكعة الثَّانية سورة الإخلاص، وتُؤدّى قبل صلاة الفريضة | وكان إذا بعث تجارةً بعثهم أولَ النهارِ، فأثرى وكثر مالُه |
من صلى الفجر في جماعة، حيث ورد عن النبي الكثير من الأحاديث النبوية التي يتحدث فيها عن فضل صلاة الفجر في جماعة، ومن ضمن هذه الأحاديث من صلى الفجر في جماعة، حيث له الفضل الكبير كأنه أدّى فريضة الحج والعمرة، لذا علينا أن نستغل هذا الفضل العظيم ونتمسك بفعله ونواظب على صلاة الفجر جماعة، كما علينا أن نواظب على أداة صلاة الضحى التي يتم أداؤها بعد شروق الشمس وقبل صلاة الضهر وبما يقارب عشر دقائق، كما علينا أن نحافظ على أداة الصلوات المفروضة في مواعيدها، فلا نأجلها لأي سبب كان.
21وفي رواية عند الطبراني « وصلى سبحة الضحى» 3 | ورواه الأصبهاني في الترغيب، والطبراني في المعجم الكبير وحسنه العلامةُ الألباني في السلسة الصحيحة وفصَّل الكلام عليه، حديث رقم 3403 |
---|---|
؟، فهذه الأحاديث وغيرها مما في معناها تعم الرجال والنساء ، فلم تقيد الفضل بالجماعة في أكثر الروايات وهي أصح ، فتشمل من صلى الصبح منفردًا ومن صلاها جماعة من باب أولى، وعن فضل صلاة الفجر للنساء أو بمعنى أدق فضل في البيت بالنسبة للمرأة، فهي أيضًا تشمل المرأة لأنها مأمورة أن تصلي في بيتها وهو أفضل من خروجها للمسجد ؛ لحديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها » رواه أبو داود ، والحاكم في المستدرك وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه | وأما إذا صلت المرأة منفردةً في منزلها فلها الأجر والثواب، وظاهر الحديث أن ذلك الأجر خاصٌ بمن صلى في المسجد |
وأن في هذا الحديث فضائل عديدة كفضل صلاة الفجر جماعةً في المسجد، وفضلِ الجلوس للذكر بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس مع الاشتغال بذكر الله تعالى، وفيه مقدار الأجر العظيم لذلك، وهو أجرِ حَجَّةٍ وّعُمرَةٍ تَامَّةٍ تامَّةٍ تامةٍ.
5انظر : صحيح الترغيب ، رقم 461 | وفي الحديث: فضيلة الصلاة هذا الوقت…وهو أفضل وقت صلاة الضحى, وإن كانت تجوز من طلوع الشمس إلى الزوال |
---|---|
والله الهادي إلى سواء السبيل 2021-04-30 |
وقد ذكر عن الحجاج وهو صاحب البطش والطغيان أنه كان إذا جيء له برجل ليبطش به، سأله هل صلى الصبح في جماعة؟، فإن أخبره أنه صلاها في جماعة تركه وأعرض عنه.
26