للعبد بين يدي الله موقفان : قال ابن القيم — رحمه الله - : " للعبد بين يدي الله موقفان : موقف بين يديه في الصلاة , وموقف بين يديه يوم القيامة, فمن قام بحق الموقف الأول , هون عليه الموقف الآخر , ومن استهان بهذا الموقف , ولم يوفه حقه — شدد عليه ذلك الموقف " | وهذا الإيمان في أساسه عمل قلبي كما قال تعالى: أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه المجادلة: 22 |
---|---|
ثانيا: أن "الإسلام" وإن كان يقوم على الأعمال والعبادات الظاهرة، كما جاء تفسيره في حديث جبريل المشهور ـ وهى تتمثل في الشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج ـ فهو لا يقبل هذه الأعمال ولا يعتد بها ما لم تصحبها النية والإخلاص لله تعالى |
وكان يشرب الخمر، ويجلده النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأتى به مرة، فقال رجل: لعنه الله، ما أكثر ما يؤتى به إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-: فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تلعنه، فإنه يحب الله ورسوله".
1فالظاهر يعبر عن قول اللسان وعمل الجوارح والباطن يعبر عن قول وعمل القلب | الإخلاص هو أهم أعمال القلوب وأعلاها وأساسها ، لأنه حقيقة الدين ، ومفتاح دعوة الرسل عليهم السلام ، وسبيل النجاة من شرور الدنيا والآخرة ، وهو لبٌّ العبادة وروحَها ، وأساس قبول الأعمال وردها |
---|---|
غفر الله لنا ولهم، وهدانا وإياهم صراطه المستقيم | ثم تكلَّم عن مُصلِحات القلب، وهي الأمورُ التي يتِمُّ بها صلاحُ القلبِ، فذكر سبعةَ أمور، منها: التوجُّهُ الخالص لله تعالى، بحيث لا يكونُ قلبُه متعلِّقًا إلا بربِّه ومعبوده وخالقه عزَّ وجلَّ، وذِكْرِ الله، وقراءةِ القرآن، ومجالسة الصَّالحين |
وجه الاستدلال بالحديث: لقد ذكرَ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بعبارة صريحة أنه إنما يقضي بين المتخاصمين بما سمع منهما ظاهرًا، لا بما علمَ عنهما باطنًا، ولا يجوز العدول عن المنهج النبوي في القضاء والتعامل مع العباد، قال الإمام الشاطبي: فقيَّدَ الحكم بمقتضى ما يسمع وتركَ ما وراء ذلك، وقد كان كثير من الأحكام التي تجري على يديه يطَّلع على أصلها، وما فيها من حق وباطل، ولكنه عليه الصلاة والسلام لم يحكم إلا على وفق ما سمع، لا على وفق ما علم، وهو أصل في منع الحاكم أن يحكم بعلمه.
2وقال ابن القيم: "فكلُّ إسلامٍ ظاهِر لا يَنفُذ صاحبُه منه إلى حقيقة الإيمانِ الباطِنة فليس بنافِعٍ حتى يكون معه شيءٌ من الإيمان الباطِن، وكلُّ حقيقةٍ باطنة لا يقوم صاحبُها بشرائع الإسلام الظَّاهرةِ لا تَنفع ولو كانت ما كانت؛ فلو تمزَّق القلب بالمحبَّة والخوفِ، ولم يتعبَّد بالأمر وظاهِرِ الشَّرع لم ينجِه ذلك من النَّار، كمان أنَّه لو قام بظَواهر الإسلامِ وليس في باطِنه حقيقةُ الإيمان لم يُنجِه من النار" | وهذا حال كثيرٍ من النَّاس، بل وقد يَنتسب أحدهم إلى العلم ويَعتني بالأعمال الظَّاهرة، وقلبه مبتلًى وهو لا يَنتبه لذلك ولا يعقله |
---|---|
Advertisements نأمل من الله عز وجل أن يوفق جميع الطلاب والطالبات ونأمل منه أن تكون هذه المقالة قد أجابت على سؤالكم ان واجهكم اي سؤال استخدموا محرك بحث موقعناا | أعمال القلوب قد يَغفُل كثيرٌ من النَّاس عن الاعتِناء بأعمال القلوب، مع أنَّ ذلك من جملة الإيمان، بل إنَّ ذلك من أوَّل ما يَدخل في الإيمان، قال ابن تيمية: "ولا بدَّ أن يَدخل في قوله: اعتِقاد القلب أعمالُ القلب المقارنة لتصديقِه؛ مثل حبِّ الله، وخشية الله، والتوكُّلِ على الله ونحو ذلك، فإنَّ دخول أعمال القلْب في الإيمان أوْلى من دخول أعمال الجوارح باتِّفاق الطَّوائف كلها" |
والأمن من مكر الله، وقد قال تعالى: فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون الأعراف: 99.