وروى ابن أبي لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و اله قال: إذا أبغض الله عبدا نزع منه الحياء , فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا بغيضا مبغضا , فإذا نزع منه الأمانة نزع منه الرحمة , و إذا نزع منه الرحمة نزع منه ربقة الاسلام فإذا نزع منه ربقة الاسلام لم تلقه إلا شيطانا مريدا إن الله إذا أراد بعبد هلاكا نزع منه الحياء فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتا ممقتا فإذا كان مقيتا ممقتا نزع منه الأمانة فلم تلقه إلا خائنا مخونا فإذا كان خائنا مخونا نزع منه الرحمة فلم تلقه إلا فظا غليظا فإذا كان فظا غليظا نزع منه ربقة الإيمان من عنقه فإذا نزع ربقة الإيمان من عنقه لم تلقه إلا شيطانا لعينا ملعنا و عن ابن عباس قال : الحياء و الإيمان في قرن , فإذا نزع الحياء تبعه الأخر | وفي الصحيحين - واللفظ للبخاري - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ، وَهُوَ يُعَاتِبُ أَخَاهُ فِي الحَيَاءِ، يَقُولُ: إِنَّكَ لَتَسْتَحْيِي، حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ أَضَرَّ بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْهُ، فَإِنَّ الحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ» |
---|---|
وهو رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان، وشعار الإسلام؛ كما في الحديث: «إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء» الحياء ونظرًا لما للحياء من مزايا وفضائل؛ فقد أمر الشرع بالتخلق به وحث عليه، بل جعله من الإيمان، ففي الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان» | المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ |
ومن ذهاب الحياء في النساء اليوم: ما ظهر في كثير منهن من عدم التستر والحجاب، والخروج إلى الأسواق متطيبات متجملات لابسات لأنواع الحلي والزينة، لا يبالين بنظر الرجال إليهن، بل ربما يفتخرون بذلك، ومنهن من تغطي وجهها في الشارع وإذا دخلت المعرض كشفت عن وجهها وذراعيها عند صاحب المعرض ومازحته بالكلام وخضعت له بالقول، لتطمع الذي في قلبه مرض | وحين يصبح المنكر عند هؤلاء معروفا، والمعروف منكرا، فإنّ موازينهم عن الحق والباطل تختل، فيصدق عليهم قول الحق سبحانه وتعالى: «ويل للمطففين 1 الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون 2 وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون 3 » المطففين |
---|---|
أنواع الحياء ان الحياء في الإنسان قد يكون من ثلاثة أوجه: أحدها: حياؤه من الله تعالى، والثاني: حياؤه من الناس، والثالث: حياؤه من نفسه |
ثم الحياء من الناس لا عبودية لهم، ولكن الإنسان مأمور أن يحفظ عرضه، وألا يُسَلِّط الناس على نفسه " ورحم الله امرأً كَفَّ الغيبة عن نفسه"، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال للرجلين لما رأياه مع امرأة، قال: " على رِسْلكما؛ فإنها صفية بنت حيي"؛ حتى لا يُوقِع الشيطان في قلوبهما شيئًا.
وقد دل الحديث وهذان الأثران على أن من فقد الحياء لم يبق ما يمنعه من فعل القبائح، فلا يتورع عن الحرام | وأما الحياء الذي بين العبد وبين الناس |
---|---|
وقيل : الاستحياء الانقباض عن الشيء والامتناع منه خوفاً من مواقعة القبيح | وجماع صفات الخير الإيمان بالله، ونظام الإيمان الحياء؛ فإذا انحل النظام ذهب ما فيه |
و خرج أحمد و النسائي من حديث الأشج المنقري قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه و اله إن فيك لخصلتين يحبهما الله قلت ما هما ؟ قال : الحلم والحياء قلت : أقديما كان أو حديثا ؟ قال بل قديما قلت الحمد لله الذي جعلني على خلقتين يحبهما الله.
23