ثورة العباسيين أما عبد الرحمن فكان من الدهاء بحيث لا تنطلي عليه خدع تأمين العباسيين له على حياته، ومن البساطة والدماثة على عكس أكثر أبناء عمومته، بما يسهل عليه مهمة الاختباء بين العامة دون أن يفضحه صلفه أو يكشفه غروره، ولم يكن يهدف إلى أكثر من النجاة بحياته | كانت الأندلس أصلح البلدان لاستقباله؛ وذلك لأنها: أولاً: أبعد الأماكن عن العباسيين والخوارج |
---|---|
حياة صقر قريش في سطور لقد كانت حياة القائد العظيم "عَبْد الرَّحْمَن الدَّاخِل" وقفًا على الجهاد، وعلى إقامة الدولة الإسلامية، وتثبيت بنيانها وإرساء دعائمها ورد الطامعين فيها، فكانت الأيام التي عاشها صقر قريش في طمأنينة وراحة لا تزيد على أيام قليلة، وكانت حياته حركة مستمرة في تنظيم الجيوش، وعقد الرايات، وتوجيه القوات، وتحصين الثغور، والقضاء على الفتن والثورات، ووضع أسس البنيان الحضاري | ثم أجابهم قائلا: بل هو عبد الرحمن بن معاوية، دخل الأندلس منفردًا بنفسه، مؤيّدًا برأيه، مستصحبًا لعزمه، يعبر القفر ويركب البحر حتى دخل بلدًا أعجميًا فمصّر الأمصار وجنّد الأجناد، وأقام ملكًا بعد انقطاعه بحسن تدبيره وشدة عزمه |
وبالنسبة لأبي جعفر المنصور فهذا يعدّ أمرًا طبيعيًا بالنسبة له؛ إذ يريد ضم بلاد الأندلس - وهي البلد الوحيد المنشق من بلاد المسلمين - إلى حظيرة الخلافة العباسية الكبيرة، فجاء العلاء بن مغيث الحضرمي من بلاد المغرب العربي وعبر بلاد الأندلس، ثم قام بثورة ينادي فيها بدعوة العباسيين، ويرفع الراية السوداء التي أرسلها له الخليفة أبو جعفر المنصور.
19عبد الرحمن الداخل وأمارات نجابة وعلم وذكاء كان عادة المحاربين في ذلك الزمن أن يتبع الجيشُ المنتصرُ فلول المنهزمين والفارّين، ليقتلوهم ويقضوا عليهم، ومن ثَمّ على ثورتهم، وحين بدأ اليمنيون يجهّزون أنفسَهم؛ ليتتبعوا جيش يوسف الفهري منعهم عبد الرحمن بن معاوية، وقال لهم قولةً ظلّت تتردد في أصداء التاريخ، أمارةً على علم ونبوغ، وفهم صحيح وفكر صائب في تقدير الأمور، قال لهم: لا تتّبعوهم، اتركوهم، لا تستأصلوا شأفة أعداء ترجون صداقتهم، واستبقوهم لأشد عداوة منهم | وقد دفن في بعد أن صلى عليه ولده عبد الله |
---|---|
ثورة اليمانية في إشبيلية بزعامة عبد الغافر اليحصبي وحيوة بن ملامس الحضرمي سنة 156هـ 773م | وعندما علم عبد الرحمن الداخل بما حل بقرطبة عاد مسرعًا إلى قرطبة، ففر ابن يوسف الفهري إلى أبيه في إلبيرة ومعه أبو عثمان |
وفي طريق عودته، دبر ابنا سليمان وحلفاؤهم من البشكنس كمينًا دمروا به مؤخرة جيش شارلمان في ، واستطاعوا تحرير الأعرابي والفرار به، إلا أن الحسين بن يحيى ما لبث أن ترصد للأعرابي وقتله بعد ذلك بفترة قصيرة.
18وما هي إلا سنوات قضاها عبد الرحمن ورفيقه بدر في الحروب والقتال وإخماد الفتن والثورات، حتى دانت له بلاد الأندلس، وأقام مُلكًا مترامي الأطراف مد به في عمر الدولة الأموية لقرون أخرى، وقد أرسل في طلب ما بقي من إخوته وأبناء عمومته، فأفسح لهم، وأقطعهم الإمارات، وأعاضهم عن الملك الزائل | شخصية مميزة جداً لعبت دور إيجابي و هام جداً في التاريخ الإسلامي هو عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش الذي أسس الدولة الأموية في ، و نتعرف عليه بشكل أكبر من خلال تناول الحديث عن السيرة الذاتية له |
---|---|
وأقسموا لهما على هذا، كانت الغاية أن يقطعا النهر سباحة حتى الضفة الأخرى، إلاَّ أن هشامًا لم يقوَ على السباحة لكل هذه المسافة، ثم أثَّر فيه نداء العباسيين وأمانهم، فأراد أن يعود، فناداه عبد الرحمن يستحثُّه ويُشَجِّعه: أن لا تَعُدْ يا أخي، وإلاَّ فإنهم سوف يقتلونك | دعاه عبد الرحمن الداخل إلى السلم والمصاهرة، لتوطيد العلاقة بين الدولتين، فأجابه شارلمان إلى السلم، ولم يجبه إلى المصاهرة |