لهذه الأسباب لم يُشَرْ إلى موضوع في البيعة، وعُرِفت البيعة في التاريخ ببيعة النساء | انظر : "صحيح البخاري" 7055 ، 7056 ، 7199 ، 7200 ، و"صحيح مسلم" 1709 ، 42 |
---|---|
وفي لفظٍ: «فَلَهُ الجَنَّة»، «وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوْقِبَ بِهِ فِي الْدُّنْيَا فَهُوَ لَهُ كَفَّارَةٌ وَطَهُورٌ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللهُ فَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ إِنْ شَاءَ عَذَّبَ وِإِنْ شَاءَ غَفَرَ» رواه البخاري في "صحيحه" | البيهقي: السنن الكبرى 21301 واللفظ له عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الهيثمي: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح |
وقبل مرور عام على وصول مصعب للمدينة، لم تبق دار من دور الأنصار إلا ودخلها الإسلام، وعاد مصعب قبل موسم الحج التالي ليبشر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن دعوة الإسلام قد انتشرت في المدينة وسادتها، وأن المسلمين سيأتون النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيام في موسم الحج وهم أكثر عددًا وأكثر إيمانًا وتمسكًا بالدين.
21ولعلَّنا نفهم الآن لماذا يستهجن كثيرٌ من المسلمين في زماننا الحديث عن الجهاد في سبيل الله لتحرير البلاد الإسلاميَّة المحتلَّة كفلسطين، أو كشمير، أو الشيشان، أو التركستان الشرقيَّة، أو غيرها من البلاد المنكوبة بالاحتلال؛ ذلك أنَّ هؤلاء المسلمين ما قطعوا بعدُ الشوطَ الطويل الذي تحدَّث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حواره العميق مع معاذٍ رضي الله عنه، فلعلَّهم بمشقَّة يُصَلُّون دون خشوع، أو يكتفون في بالصيام فقط عن الطعام والشراب؛ بينما ألسنتهم وعيونهم وقلوبهم تُغْرِق في المعاصي! ولقد كان للتعاليم الإسلامية التي شرحها لهم مصعب أثر عظيم في إقبال الناس على الدخول في الدين الإسلامي، لأنهم لم يروا فيه عنتًا أو مشقة، وإنما وجدوا يسرًا ونصائح يصلح بها حالهم ويستقيم أمرهم في الدنيا والآخرة، مع ما كان لهم من استعداد وترقب لرسول تحدثت به اليهود وأخبرت عنه الكتب السماوية، ولذلك زاد عدد الداخلين في الإسلام بيثرب زيادة واضحة، وأسلم على يد مصعب رضي الله عنه عدد كبير حتى لم تبق دار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون | وكان الرِّجال تصفق على يدي بالبيعة، أما الامرأتان اللتان حضرتا البيعة مع أزواجهما فقال لهما النبي: « قَدْ بَايَعْتَكُمَا، إنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ |
---|---|
وفي رواية: «بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ» | الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد ذكر ابن هشام في السيرة أسماء من شهدوا بيعة العقبة الأولى من الصحابة "الأنصار"، وهم اثنا عشر رجلاً: 1- أسعد بن زرارة |
وأما التفصيل ، فقد جاء في "اللؤلؤ المكنون" بعد ذكر بيعة العقبة ، وقول عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- فيما رواه "ابن إسحاق" قال: كنت ممن حضر العقبة الأولى، وكنا اثني عشر رجلا، فبايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على بيعة النساء، وذلك قبل أن تفرض الحرب: على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف، فإن وفيتم فلكم الجنة، وإن غشيتم من ذلك شيئا فأمركم إلى الله، إن شاء عذب، وإن شاء غفر.
2وبعدما تمت البيعة، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الوفد مصعب بن عمير رضي الله عنه، ليعلمهم أمور دينهم ويقرئهم القرآن ويفقههم في الدين، فكان يسمى بالمدينة "المقرئ والقارئ" | أولًا: أول شيءٍ ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيعة هو القضيَّة الأساسيَّة المحوريَّة في الإسلام: « أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا» |
---|---|
وقد أشكل هذا على العلماء ، فذهبوا مذاهب في الإجابة عليه : 1- أن مراده : وفق ما نزلت عليه آية بيعة النساء بعد ذلك عام الحديبية |
ولكن الحقيقة هي أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم حوَّلَ اهتمامه من قريش في مكة إلى أهل يثرب الذين كانوا دعاة صادقين وأنصارًا متحمسين؛ لأن نفوسهم كانت متلهفة إلى دين يوحِّد كلمتهم ويجمع صفوفهم، ويطهر نفوسهم من العداوة والبغضاء والفرقة والاختلاف، فجاءت تعاليمه على يد أولئك الذين أسلموا وكأنها الدواء الشافي لأمراضهم وعللهم.
30